صوت الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي، الجمعة، لصالح ترقية النائبة، إليس ستيفانيك، من نيويورك، لتحل مكان زميلتها، ليز تشيني، من وايومنغ، كرئيسة لمؤتمر الحزب في المجلس، بعد ثلاثة أسابيع من الاضطراب التي كشفت عن انقسامات عميقة في صفوف الجمهوريين حول الرئيس السابق، دونالد ترامب.
ستيفانيك، التي تحظى بدعم ترامب وكبار قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب، هزمت بسهولة النائب عن ولاية تكساس، تشيب روي، عضو كتلة الحرية في مجلس النواب، الذي تحدث عن مخاوف من سجل تصويت ستيفانيك، ووصفه بـ"الليبرالي للغاية".
وجاءت نتيجة التصويت السري لصالح ستيفانيك، بواقع 134 مقابل 46 صوتا.
وبعد التصويت، تجاهلت ستيفانيك الانتقادات بشأن سجلها الانتخابي، وتعهدت بأنها ستحافظ على الجمهوريين صوتا واحدا قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، إذ يأملون بالسيطرة على مجلس النواب.
وقالت ستيفانيك للصحفيين، إن الأميركيين "يعانون في ظل السياسات الاشتراكية اليسارية المتطرفة للرئيس جو بايدن، ورئيسة البرلمان نانسي بيلوسي. ففي أكثر من 100 يوم بقليل، لدينا أزمة اقتصادية وأزمة حدودية وأزمة أمن قومي".
وأجريت الانتخابات المغلقة بعد يومين من اتخاذ الجمهوريين في مجلس النواب خطوة غير مسبوقة، بالتصويت للإطاحة بتشيني من المنصب القيادي الثالث من حيث التراتبية، لاستمرارها في انتقاد مزاعم ترامب، عن أن انتخابات 2020 قد سُرقت، إضافة إلى إلقائها باللائمة على الرئيس السابق في أحداث اقتحام الكونغرس يوم 6 يناير.
وتمثل إزاحة تشيني انتصارا لقادة الحزب الجمهوري، الذين يأملون في تجاوز الجدل الذي تسبب به ترامب بعد الانتخابات، من خلال تهميش منتقديه الأكثر شهرة وإصرارا.
وتشيني، وهي ابنة ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، كانت أعلى نساء الحزب الجمهوري مرتبة في الكونغرس، وقالت بعد تنحيتها إنها لن تلتزم الصمت بشأن الرئيس السابق، متعهدة بالكفاح بضراوة من أجل تقليل قبضة ترامب الحديدية على الحزب.
وأضافت تشيني في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أن "ما يفعله الرئيس السابق خطير"، موضحة أن لدى الجمهوريين "مجموعة ضخمة من السياسات التي يجب أن نكون قادرين على تنفيذها، علينا أن نجعل الناس يصوتون لنا، ولا يمكننا فعل ذلك إذا كنا حزبا يقوم على أساس من الأكاذيب".
وتبلغ ستيفانيك من العمر 36 عاما، وتنحدر من ولاية نيويورك، التي تميل عادة للديمقراطيين. وللمشرعة سجل معتدل في الكونغرس، بما في ذلك تصويتها ضد التخفيضات الضريبية التي اعتبرت إنجازا محليا هاما لترامب.
لكن الدائرة الانتخابية الحادية والعشرين في نيويورك، التي تمثلها ستيفانيك، تحولت بحدة نحو ترامب في عامي 2016 و 2020، ما جعل المشرعة الشابة تعيد تسمية نفسها على أنها "موالية لترامب"، وحصلت على شهرة كبيرة بعد أن دافعت بقوة عن الرئيس الأميركي الخامس والأربعين، خلال أول مساءلة له في الكونغرس.