بعد نحو أسبوعين على مشهد مؤلم بثه التلفزيون الإسباني، توفيت طفلة مهاجرة من مالي عمرها عامان، كانت على متن قارب مع عشرات المهاجرين الراغبين في الوصول إلى البلد الأوروبي.

وأفادت السلطات أن الطفلة "نابودي" توفيت في مستشفى إسباني، الأحد، بعد أيام على عملية إنقاذ قارب مهاجرين قبالة شواطئ جزر الكناري الإسبانية.

وكانت الطفلة واحدة من 52 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء جرى إنقاذهم قاربهم قرب جزيرة غران كناريا، الثلاثاء، قبل أن تعمل وحدة الإنقاذ البحري الإسبانية على نقلهم إلى ميناء أرغوينغوين.

أخبار ذات صلة

مجلس أوروبا يستنكر وضع المهاجرين المخزي في البحر المتوسط
الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا.. هل يتزايد الضغط؟

وسلم رجال الإنقاذ الطفلة غائبة عن الوعي إلى فريق مسعفين من الصليب الأحمر، حاولوا بكل ما أوتوا من قوة إنعاشها وهي لا تزال على رصيف المرفأ، وفق لقطات بثها التلفزيون الإسباني الأسبوع الماضي.

كيف نقدم الدعم النفسي للاجئين في زمن كورونا؟

 

وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة في الحكومة الإقليمية للأرخبيل الأطلسي، إن الطفلة نقلت على وجه السرعة إلى مستشفى في لاس بالماس عاصمة الجزيرة، حيث توفيت الأحد.

وأضافت أن "الفتاة كانت في حالة حرجة في وحدة العناية المركزة بالمستشفى منذ لحظة إنقاذها".

وأفادت وسائل إعلام محلية أن نابودي التي كانت برفقة والدتها وشقيقتها الكبرى على متن القارب، عانت انخفاضا حادا في حرارة الجسم، وتعرضت لسكتة قلبية عندما وصولها إلى ميناء أرغوينغوين.

الهجرة غير الشرعية.. الأحلام والمآسي

وكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على "تويتر": "لا توجد كلمات لوصف هذا القدر من الألم. شكر خاص لهؤلاء الذين حاربوا حتى النهاية لإنقاذ حياتها. هذه دعوة للجميع لليقظة. نابودي كانت تبلغ من العمر 24 شهرا".

وتعد جزر الكناري نقطة دخول رئيسية للمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، وفي عام 2020 وصل أكثر من 23 ألف مهاجر إليها، وهو رقم أعلى بثماني مرات ممن وصلوا عام 2019.

ومنذ بداية العام الجاري، وصل نحو 3 آلاف مهاجر إلى الجزر الإسبانية، وهو ضعف العدد خلال نفس الفترة من العام الماضي.

والعام الماضي لقي 1851 شخصا حتفهم خلال إبحارهم، وفقا لمنظمة "كاميناندو فرونتيرز" التي ترصد تدفق المهاجرين.