أدلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في جلسة مطولة استمرت لأكثر من أربع ساعات تناولت ملفات عديدة.
ووضحت جلسة الاستماع هذه بشكل كبير العديد من النقاط المتعلقة بالأجندة السياسية للملفات الخارجية التي تتعامل معها واشنطن وقد حصلت إيران على حصة الأسد من أسئلة المشرعين، الذين استوضحوا موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من التعاطي مع طهران، وبرنامجها النووي، وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد بلينكن بشكل قاطع أن إدارة بايدن لن تقدم أي تنازلات لإيران للحصول على لقاء مع مسؤوليها، ما لم تعد طهران إلى الوفاء بالتزاماتها السابقة التي يمليها عليها الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مضيفا أن البيت الأبيض سيناقش المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني مع الكونغرس كخطوة أولى، ثم بعد ذلك مع شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أيضا إنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، بدأت هذه الأخيرة برفع القيود التي كانت مفروضة على برنامجها النووي، مشيرا إلى مصلحة أميركية بعودة طهران إلى الاتفاق السابق، ومستدركا بأن إدارة بايدن تعتبر أن أفضل طريقة للتعاطي مع النظام الإيراني هي الدبلوماسية الصارمة.
وشدد المسؤول الأميركي على أن واشنطن لن تقدم أي إعفاءات مالية مسبقة لإيران، مضيفا أن الكرة أصبحت في ملعب إيران الآن، في إشارة منه الى المساعي الدبلوماسية، موضحا أن ما سيجري لاحقا سيساعد في معرفة إن كان الإيرانيون جادين بالانخراط بالمسار الديبلوماسي أم لا.
وأشار الوزير الأميركي كذلك في أحد إجاباته إلى أن الاتفاق النووي السابق مع إيران يضمن عشر سنوات من التزام إيران بمستويات منخفضة من تخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذي استدعى تحذيرات وتعليقات من المشرعين بضرورة عدم تضمين المفاوضات المقبلة مددا زمنية قصيرة للالتزامات النووية الإيرانية.
وفيما يخص اليمن، وصف بيلنكن الحوثيين باللاعبين السيئين الذين يحالون السيطرة على اليمن، قائلا إنهم أثروا سلبا على عملية السلام، ليضيف لاحقا أنهم قاموا بأعمال عدائية ضد السعودية.
وأوضح الوزير الأميركي كذلك أن الولايات المتحدة مستمرة في تصنيف قيادات حوثية على قائمة الإرهاب، دون وضع الجماعة نفسها على تلك القائمة لأن ذلك سيؤثر سلبا على الناحية الإنسانية في اليمن، وفقا لتصريحاته.
وتطرق المشرعون الأميركيون أيضا بأسئلتهم للشأن الفلسطيني – الإسرائيلي، ليرد بيلنكن بأن واشنطن تريد الاستفادة من الاتفاقيات الإبراهيمية التي تمت في المنطقة في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للدفع قدما بعملية السلام، مؤكدا في الوقت نفسه أن التحدي الخاص بالعلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية يجب حلّه عبر العمل على المضي قدما نحو حل الدولتين، معتبرا أنه الحل الوحيد.
وتوقفت جلسة الاستماع في مجلس النواب عند ملف أفغانستان كذلك، ليوضح بيلنكن أن إدارة بايدن لم تتخذ بعد أي قرار بخصوص سحب القوات الأميركية من هناك، بما في ذلك ما يتعلق بسحبها في موعد أقصاه الاول من مايو المقبل.
وأجاب وزير الخارجية الأميركي خلال هذه الجلسة عن العديد من الأسئلة الأخرى المتعلقة بملفات متنوعة، شملت العلاقات الاميركية مع الصين وروسيا وتركيا، لكنّ بيلنكن ورغم تعدد المواضيع والملفات، توقف عند وباء كورونا مطولا، ليقول إن أولوية الولايات المتحدة الآن هي وقف انتشار هذا الفيروس، والعمل على ألا يتكرر حدوث أزمة مثل هذه مجددا.