يترقب الأميركيون يوم العشرين من يناير الجاري، موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
هذا الحدث السياسي يجري في ظرف استثنائي، تحكمه تشديدات أمنية غير مسبوقة وانتشار وباء كورونا، مما حدَّ من عدد الحضور وفرض قيودا إضافية.
وتشير تقارير إلى رغبة عند بعض المسؤولين لإجراء هذا الحفل في منطقة داخلية مغلقة مما يسهل المهمة الأمنية ويفرض قواعد التباعد الجسدي.
الا أن هذا التوجه لا يلقى تأييدا، ولا يزال المسؤولون في الإدارة المقبلة ماضين قدما في إقامة مراسم الحفل في المنطقة الخارجية للساحة الغربية من الكونغرس وهو الأمر المتعارف عليه منذ عقود.
تنصيب بايدن سيكون استثنائيا من نواحٍ عدة، فمن ناحية من المستبعد أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاضرا لاستقبال بايدن في البيت الأبيض كما هي التقاليد والعادات المتبعة وفقا لما رشح حتى اللحظة كما أن ترامب سبق وأعلن أنه لن يشارك في حفل التنصيب وهو ما لم يحدث منذ مئة واثنين وخمسين عاما عندما رفض الرئيس الأميركي السابق أندرو جونسون حضور تنصيب خلفه في حينها يولسيس غرانت.
المحلل السياسي آدي ساثي علق على هذا الأمر في حديثه مع سكاي نيوز عربية موضحا أن الرئيس ترامب غير تقليدي فيما يخص السياسة الأميركية، فترشحه بحد ذاته كان فريدا جدا كونه رجل أعمال وهو شيء لم نره كثيرا في التاريخ الحديث الأميركي.
كما أنه شخص أتى من خارج عالم السياسة وحصل على ترشيح حزب كبير ثم فاز بالرئاسة.
ساثي أضاف قائلا إن كل ما يتعلق بالرئيس ترامب كان مختلفا وغيابه عن التنصيب سيكون مختلفا أيضا.
الانتشار الأمني هو الأمر الاستثنائي الآخر في حفل التنصيب هذا، فهناك عشرون ألفا من الحرس الوطني قد غطوا مداخل العاصمة ومخارجها في استنفار غير مسبوق، وقد يرتفع عددهم إلى أكثر من ذلك وفقا للحاجات الأمنية والتقارير الاستخباراتية بعد الأحداث الدامية على أبواب الكونغرس في السادس من يناير، وهو الأمر الذي فسره جون نيكسون المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه " لسكاي نيوز عربية قائلا إن لا أحد يريد المجازفة بأي قدر من الناحية الأمنية ...ليس فقط بالنسبة للإدارة المقبلة بل لكل من سيتواجد في حفل التنصيب، مضيفا أن هذا تنصيب غير اعتيادي بكل الأحوال كما أنه بسبب كوفيد 19 سيكون هناك الكثير من القيود حول عدد المشاركين وأماكن جلوسهم.
نيكسون أشار كذلك إلى أنه وبعد ما جرى من اقتحام الكونغرس لا تريد السلطات أن يكون هناك أي مفاجآت لم يستعدوا لها.
أما المشاركة الجماهيرية فلن تكون بالملايين ولا بمئات الآلاف المعتادة بل ستكون محددة ومقيدة للغاية بسبب فيروس كورونا وهو استثناء إضافي على مشهد التنصيب، ما سيفرض استخدام التكنولوجيا والفعاليات الافتراضية بديلا عن المشاركة الفعلية والمباشرة.
لكنْ رغمَ التحديات الأمنية ورغمَ كورونا سيقام حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في الساحة الغربية من الكونغرس وسيحلف القسم ويلقي خطابه الرئاسي الذي سيرسم ملامح سياسته، وهذه كلها تقاليد وأعراف متداولة في أميركا منذ عشرات السنين ولن تتغير في هذا العام أيضا وفقا لما يؤكده مسؤولون.