تختار مجلة "فوربس" العالمية "أقوى امرأة في العالم"، في قائمة سنوية تصدرها المجلة، وفي 14 من آخر 15 نسخة سنوية، تصدرت امرأة واحدة القائمة، وهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي ستتنحى عن قيادة ألمانيا بعد أعوام طويلة، لتفتح الباب أمام البديل الذي سيواجه مهمة صعبة جدا وهي خلافة ميركل.
وفي سبتمبر المقبل، ستقيم ألمانيا انتخابات لاختيار المستشار الجديد للبلاد، في حين تتنحى "المرأة الحديدية" بشكل رسمي عن منصبها.
ووفقا لسكاي نيوز، ليس من السهل التنبؤ بهوية "خليفة ميركل"، حتى بعد تعيين زعيم جديد لحزب القائدة الألمانية.
وفي نهاية هذا الأسبوع، انتخب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا، أرمين لاشيت، الحاكم "البراغماتي" لأكبر ولاية في ألمانيا من حيث عدد السكان، زعيما جديدا له.
وهزم لاشيت فريدريك ميرز، المنافس المحافظ والذي نافس ميركل في انتخابات سابقة، في مؤتمر عبر الإنترنت السبت، وحصد لاشيت 521 صوتا، مقابل 466 لميرز.
ويتولى لاشيت منصب القائد من أنجريت كرامب-كارينباور، التي تولت المنصب في عام 2018 بعد قرار السيدة ميركل بالتخلي عن دور حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مع الاستمرار في منصب المستشار ة.
ومنذ تنحي ميركل عن قيادة الحزب في 2018، قامت كرامب-كارينباور بسلسلة من الأخطاء في قيادة الحزب، مما جعل الألمان متخوفين من البديل الذي سيحل مكان ميركل في منصب المستشار، الذي قد يفشل كذلك في منصبه مثل ما فشلت كرامب-كارينباور في قيادة الحزب.
بالعودة للاشيت، المرشح الأبرز اليوم لقيادة ألمانيا في سبتمبر، فهو رئيس وزراء ولاية راين فيستفالن الشمالية، ورجل لا يخفي رغبته في الحفاظ على التوجه الذي حددته ميركل، التي كان إطارها السياسي واسع النطاق.
ولكن فوز لاشيت، المخلص لطريقة ميركل، غير مضمون أبدا، فالانتخابات مفتوحة على جميع الاحتمالات، وشعبيته لم تنعكس بشكل واضح على الناخبين.
مرشحون آخرون
المرشح الآخر لمنصب المستشار هو فريدريك ميرز، الذي خسر قيادة الحزب أمام لاشيت بالرغم من توقعات بفوزه، ولكنه قد يحصد الأصوات خلال انتخابات سبتمبر.
فريدريك ميرز هو مصرفي كبير سابق في شركة الاستثمار العملاقة بلاكروك، وكان يسعى لإعادة الحزب إلى أجندة أكثر تحفظا وأكثر يمينية.
ويحظى ميرز بشعبية في مجتمع رجال الأعمال والشركات، لكنه عانى في الحصول على دعم الليبراليين.
وهناك أيضا نوربرت روتغن، صاحب المركز الثالث في انتخابات الحزب، والذي اشتهر بقبضته على الشؤون الخارجية، لكنه قال إنه إذا تم انتخابه كزعيم، فإنه سيتبع أجندة أكثر مراعاة للبيئة والتغير المناخي، وهو ما قد يكون سبب هزيمته.
وهناك احتمال آخر قد يحصل، وفقا لسكاي نيوز، وهو أنه يقوم الحزب الاتحادي الديمقراطي المسيحي باختيار مرشح آخر من الحزب، لتمثيله في انتخابات سبتمبر، عوضا عن لاشيت.
هذا الشخص وفقا للتقارير، قد يكون نائب لاشيت الحالي، وهو ينز سبان، وزير الصحة الألماني الذي ازدهرت شعبيته خلال فترة جائحة كورونا.
هناك الكثير ممن يعتقدون أن سبان، الذي يبلغ من العمر 40 عاما، سيقدم بداية جديدة وحديثة لألمانيا في حال انتخابه، خاصة وأنه أثبت شعبيته عندما تفوق على ميركل في واحد من استطلاعات الرأي الشعبية الأخيرة.
المرشح الأخير، هو ماركوس سودر، رئيس وزراء مقاطعة بافاريا، وهو زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي، "الشقيق الأصغر" للحزب الديمقراطي المسيحي.
ومهما كانت هوية خليفة ميركل القادم في قيادة ألمانيا، فأن المهمة ستكون معقدة جدا، "فالمرأة الحديدية" جعلت من ألمانيا القوة الأولى في أوروبا، وأكسبت بلادها احتراما دوليا وهيبة غير منقطعة النظير.