يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أغلق موقع تويتر حسابه الشخصي ونبذه عدد متنام من المسؤولين الجمهوريين، مسعى جديدا من الديمقراطيين لعزله بعدما حرض مؤيديه على اقتحام مبنى الكونغرس، وذلك رغم أنه لم يتبق له سوى أيام معدودات في المنصب.
وهددت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بمساءلة ترامب للمرة الثانية ما لم يستقل "على الفور" وهي خطوة من المستبعد أن يقدم عليها الرئيس الذي يتسم سلوكه بالتحدي والمواجهة.
وتداول الأعضاء الديمقراطيون بمجلس النواب تهما رسمية قد تفضي إلى مساءلة الرئيس ومن المرجح عرضها على المجلس، الاثنين.
وطلبت بيلوسي أيضا من الأعضاء إعداد مسودة تشريع يهدف لتفعيل التعديل الخامس والعشرين بالدستور الأميركي، الذي يسمح بعزل الرئيس إذا أصبح عاجزا عن القيام بواجباته الرسمية.
وقالت بيلوسي إن ترامب ارتكب أمرا خطيرا للغاية يستوجب مقاضاته، وذلك وفقا لمقتطفات من مقابلة لها مع شبكة "سي.بي.إس".
ولقي الجهد المكثف للإطاحة بترامب من البيت الأبيض دعما من بعض رفاقه الجمهوريين أيضا.
رسالة إلى بيلوسي
وقع نحو 50 عضوا في مجلس النواب الأميركي على رسالة إلى رئيسة مجلس النواب وقادة مجلس النواب تسعى إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الإخفاقات الأمنية على خلفية أعمال الشغب التي وقعت، الأربعاء، في مبنى الكابيتول من أنصار ترامب.
وقال النائبان الديمقراطيان باربرا لي وجاكي سبير و45 من زملائهم في رسالة إلى بيلوسي ولجنة إدارة مجلس النواب إن الحصار العنيف الذي استهدف مبنى الكابيتول كان بمثابة "جرس إنذار".
كما أوضح النائب تيد ليو أن الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي سيطرحون تشريعا، الاثنين، يدعو لمساءلة الرئيس دونالد ترامب.
وفي تغريدة على تويتر، قال النائب الديمقراطي، الذي شارك بنشاط في محاولة مساءلة ترامب في ديسمبر عام 2019 والتي فشلت في مجلس الشيوخ في نهاية المطاف، إن هناك 180 داعما لتشريع من مادة واحدة لمساءلة ترامب بغرض عزله، في أعقاب احداث الشغب التي قام بها أنصار ترامب داخل مبنى الكونغرس.
المادة 25
ولتفعيل التعديل الخامس والعشرين بالدستور، يتعين على مايك بنس نائب الرئيس وعلى أغلبية حكومة ترامب إعلانه غير قادر على أداء مهام الرئاسة، وقال أحد المستشارين إن بنس يعارض فكرة استخدام التعديل.
ولا يزال احتمال عزل ترامب قبل 20 يناير، وهو موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، مستبعدا.
فأي مساءلة في مجلس النواب ستفضي إلى محاكمة بمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ولا يزال المجلس في عطلة حتى 19 يناير.
وقال مصدر مطلع إن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل بعث بمذكرة إلى رفاقه الجمهوريين بالمجلس تشير إلى أن أي محاكمة لترامب لن تبدأ حتى خروجه من السلطة، حيث تحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى موافقة الثلثين.
حراسة الكابيتول
وكان بضع عشرات فقط من الضباط من شرطة الكابيتول الأميركية يحرسون الجبهة الغربية للمبنى عندما هاجم الآلاف من مثيري الشغب المؤيدين لترامب المبنى عازمين على اقتحامه.
وحمل المهاجمون أنابيب معدنية ورذاذ الفلفل وأسلحة أخرى، وتمكنوا من تجاوز الشرطة.
وألقى أحد المشاغبين مطفأة حريق على ضابط، بحسب مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على موقع يوتيوب.
وسرعان ما اقتحم المشاغبون المبنى، واستولوا على غرفتي مجلسي النواب والشيوخ واندفعوا في همجية في قاعة التماثيل وغيرها من رموز الديمقراطية المقدسة.
ونهب الغوغاء المكان وحطموا النوافذ ولوحوا بأعلام أميركا والأعلام الكونفدرالية، ما اضطر المشرعون الذين كانوا يصوتون لتأكيد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن إلى الاختباء لساعات.