في وقت كان الصراع على مقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ محتدما، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قضاء أسابيع في الترويج لمزاعم بأن النظام الانتخابي قد تم تزويره، ما أدى إلى تحرك عبر الإنترنت لمقاطعة انتخابات الثلاثاء.
وجاء دعم ترامب للسناتورين الجمهوريين، كيلي لوفلر وديفيد بيرديو، على شكل تغريدة عرضية، وتجمعين انتخابيين، أحدهما الاثنين، والذي أعرب خلاله عن أمله في أن يقوم نائبه مايك بنس، بـ"شيء ما" في جلسة الكونغرس، لتصديق نتائج المجمع الانتخابي، الأربعاء، لصالح حملة الرئيس الانتخابية.
وأعلن المرشحان الديمقراطيان رافاييل وارنوك وجون أسوف، الأربعاء، فوزهما بمقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ الأميركي، ما يعني هيمنة الديمقراطيين الكاملة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن، على الحكومة، وهو ما دفع ببعض الجمهوريين إلى توجيه أصابع الاتهام لترامب.
ونقل موقع "بوليتيكو" الأميركي، عن أحد المحللين الاستراتيجيين الجمهوريين، قوله إن "ترامب هو السبب في كل هذا"، وأضاف: "عندما تعتمد على شخص خسر على مستوى الولاية قبل 8 أسابيع، للفوز بسباق مجلس الشيوخ، فأنت لست في موقع قوة."
وبرزت الانقسامات حين بات على الجمهوريين أن يقرروا ما إذا كان من المفيد التمسك بترامب، حتى عندما يحاول تشويه الانتخابات، أو النأي بأنفسهم عنه.
وبعد خسارة مقعدي جورجيا في الشيوخ، يبدو أن الجمهوريين باتوا مستعدين لانتقاد ترامب علنا، خصوصا إذا لم يكن قادرا على حشد الأصوات لصالح مرشحي الحزب خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
ويؤكد المحلل الاستراتيجي الجمهوري، الذي شارك في معركة جورجيا الانتخابية، أن ترامب كان "أفضل محفز لقواعد الديمقراطيين"، ويضيف: "انظروا إلى مدى ارتفاع نسبة المشاركة من جانبهم مقارنة بالاتجاهات التاريخية، انظروا إلى مقدار ما جمعه مرشحاهم" من تبرعات، بعد تصريحات ترامب المشككة بالعملية الانتخابية.
وقد ساهم الجمهوريون المتشددون في إثارة شكوك ناخبي الحزب، وأدت جهودهم إلى حالة من الإرباك، وفي مرحلة ما، نظم المحاميان المؤيدان لترامب، لين وود وسيدني باول، تجمعا في مدينة ألفاريتا بجورجيا، حيث شجعا الناخبين على مقاطعة انتخابات الإعادة، ما لم يغير سكرتير الولاية براد رافنسبرغر، عملية الانتخابات.
وتساءل وود أمام الحشد: "لماذا تعودون للتصويت في انتخابات مزورة أخرى؟"، في حين قالت باول، التي تتبنى نظريات المؤامرة حول آلات التصويت الحكومية: "أود أن أشجع جميع الجورجيين على إعلان أنكم لن تصوتوا حتى يتم تأمين تصويتكم".
جوش هولمز، أحد المسؤولين السابقين في حملة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أشار إلى مدى سوء أداء ترامب في ضواحي جورجيا، وكتب على تويتر: "الضواحي، يا أصدقائي، الضواحي".
وقال هولمز، الذي وصف مزاج الحزب الجمهوري الآن بأنه "يغلي"، إن اعتناق الجمهوريين لنظريات المؤامرة في عهد ترامب، قد أضر بالحزب، وخصوصا بين ناخبي الضواحي.
وأضاف هولمز "ها نحن نفعلها مرة أخرى، لقد انتقلنا من الحديث عن الوظائف والاقتصاد إلى نظريات المؤامرة، التي تطلقها مجموعة (كيو أنون) عن الانتخابات"، وكما يتضح "كان ناخبو الضواحي ينصتون".
وبدت صدمة الجمهوريين واضحة، الأربعاء، بعد خسارة انتخابات الإعادة بجورجيا، التي بدت لهم شبه مضمونة، وفي حديث لشبكة "إم إس إن بي سي"، قال رئيس اللجنة الوطنية السابق للحزب الجمهوري، مايكل ستيل، إن الحقيقة هي أننا لم نفز، "بسبب ما فعله هذا الرئيس بالحزب".