بالأمس انتفض الطلبة واليوم احتج الأكاديميون في جامعة تعتبر من بين الأفضل في تركيا، بعد تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شؤونها الخاصة.
وبدأت الأزمة بين الطرفين، عندما وقع أردوغان قرارا بتعيين رئيس جديد لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) المرموقة في إسطنبول.
ونشر أردوغان مرسوما رئاسيا، السبت، يقضي بتعيين ميليح بولو، الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال رئيسا للجامعة، وهو من المقربين له.
وينتمي بولو إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، وخاض انتخابات برلمانية ممثلا عن الحزب لكنه فشل.
وفجرت الخطوة غضبا داخل الجامعة، إذ اعتبر تدخلا في شؤونها، فهذه المرة الأولى منذ انقلاب عام 1980، التي يجري فيها تعيين رئيس للجامعة من خارجها.
وكانت الجامعة تختار رئيسها عن طريق اقتراع أعضاء الهيئة التعليمية، لذلك اعتبر التعيين اعتداءً على الديمقراطية.
واندلعت، الاثنين، مواجهات بين قوات الأمن وطلبة الجامعة، الذين عدوا التعيين عملية غير ديمقراطية. وحمل الطلبة لافتات كتب عليها "ميليح بولو ليس رئيسنا"، و"لا نريد رئيسا معينا من طرف الدولة".
ووثقت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الطلبة يعتصمون في حرم الجامعة وعلى مدخلها، قبل أن يتعرضوا للقمع من قبل قوات الأمن التي اعتدت عليها بالهراوات والرصاص المطاطي ورذاذ الفعل وأوقفت عددا منهم.
وقالت وازرة الداخلية التركية إنها اعتقلت 17 شخصا وتلاحق 10 آخرين على خلفية الاحتجاجات، مشيرة إلى أنهم اعتدوا على عناصر الشرطة.
والثلاثاء، اعتصم عدد من أستاذ الجامعة في إحدى ساحتها مرتدين الزي الأكاديمي وأداروا ظهورهم لمكتب الرئيس الجديد، بالتزامن مع توليه مهامه الجديدة، وهتفوا: "أطلقوا سراح طلابنا على الفور".
وتسلط القضية الضوء على محاولة أردوغان فرض رؤيته عنوة على العديد من المؤسسات البلاد، ومنها الجامعات.
وتأسس هذه الجامعة في القرن الثامن عشر، وتعتبر رائدة في مجال الأبحاث العلمية، ويمتاز بناؤها المعماري بالطراز البريطاني.
ولم تنحصر أعمال طلبة الجامعة وأساتذتها في الجانب الأكاديمي، إذ امتد نشاط هؤلاء إلى خارج أسوار الجامعة، فعملوا على إثراء الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في تركيا عبر السنين.