ادعى نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، إبراهيم منير، مؤخرا، أن تنظيمه "لا يمارس الإرهاب"، كما ذهب إلى حد القول بأن فكره يشكل حاجزا ضد التطرف.
وجاء هذه المزاعم في رسالة وجهها إلى السيناتور الأميركي الجمهوري تيد كروز، بعد أن تقدم بمشروع قانون إلى الكونغرس لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
وطالب منير "السيناتور تيد كروز (..) بالرجوع إلى ما انتهت إليه بريطانيا وبعد مشاركة الإدارة الأميركية ونتيجة لتحقيقات دولية حول الاتهامات التي يتم توجيهها للإخوان".
وزعم أن ما "ثبت (من هذه التحقيقات) هو أن الجماعة لا تمارس الإرهاب وأن فكرها حاجز ضد التطرف".
وأضاف منير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يستجب طوال فترة حكمه وحتى الآن لهذه المطالبة، متوافقا مع السياسة التي تحددها وزارة خارجيته وأجهزتها واستجابة لتوجه الكونغرس وتكرار جلسات الاستماع حول الأحوال في مصر".
مشروع قانون
يوم الخميس، أعلن السيناتور تيد كروز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تقديم مشروع القانون بشأن الجماعة، طالب فيه وزارة الخارجية الأميركية باستخدام سلطتها القانونية وتقديم تقرير حول تصنيف الإخوان "منظمة إرهابية أجنبية".
وأضاف كروز: "لقد خلص العديد من أقرب حلفائنا، في إشارة إلى الإمارات ومصر والسعودية، في العالم العربي منذ فترة طويلة إلى أن الإخوان جماعة إرهابية".
رسالة الهروب
ويرى الباحث المصري في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن إبراهيم منير حاول في رسالته التي وجهها إلى كروز الهرب من الحديث عن مشروع القانون، باللجوء إلى قضايا أخرى ومنها قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، حيث لا توجد أي علاقة بين قضية ريجيني، وتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، كما ذكر أن ترامب رفض تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، ولا توجد أيضا علاقة بين ما يقره البيت الأبيض وحق المشرعين في الكونغرس في مناقشة أي مشروع قانون".
وأضاف منير في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كل التكهنات كانت تقول إنه في حالة فوز ترامب بولاية ثانية في البيت الأبيض، فسيكون على رأس جدول أعماله تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وكذلك العديد من أذرع إيران في المنطقة وفي مقدمتها جماعة الحوثيين وهو يسعي الآن لفعل ذلك قبل انتهاء فترته الرئاسية".
وتابع أن الولايات المتحدة عازمة الآن على مواجهة خطر جماعة الإخوان على أمنها الداخلي، وهو ما تشهده الساحة الأوروبية أيضا، "حيث نرى تضييقا على أفراد الجماعة في فرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها من البلدان الأوروبية"، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يمر هذا القرار من الكونغرس خاصة في ظل وجود أغلبية للحزب الديموقراطي، وحتى لو مر من الكونغرس فلن يتم توقيعه من إدارة الرئيس جو بايدن".
وأشار أديب، إلى مشروع قانون يوجه رسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة، أنه لا يجب التعامل مع جماعة الإخوان، وأنهم سيكونون في موقف حرج، خاصة بعد أن قام حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بتصنيف الجماعة على أنها منظمة إرهابية، وبالتالي على الولايات المتحدة أن تسير على هذا النحو".
فضح التنظيم
ويقول الباحث السعودي في الشؤن الاستراتيجية والأمنية، فواز بن كاسب، إن جماعة الإخوان تدثر زيفا برداء الإسلام، كما أنها عملت منذ نشأتها ضد المجتمعات العربية، ونشرت ثقافية الكراهية وعدم التعايش مع الأعراق والأديان الأخرى، كما أن الدول العربية فعلت خيرا بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، ووضع ضغوط سياسية وقانونية عليها للحد من تأثيراتها التخريبية.
وأضاف بن كاسب في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الإخوان لديهم أفرع في 76 دولة حول العالم، مما يساعدهم في جمع المعلومات والتخطيط لعمليات تخريبية وتنفيذ هجمات مختلفة، "ومن هنا يجب على الكونغرس، مناقشة الطلب الذي قدمه السيناتور تيد كروز بجدية وتصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية".
وأشار إلى دول محور الاعتدال العربي، تعمل على نشر ثقافة السلم والسلام والتعايش بين الجميع ونبذ التمييز والكراهية، وتلعب رابطة العالم الإسلامي بقيادة محمد عبد السلام العيسى، دورا كبيرا في نشر هذه المفاهيم، ونشر صورة صحيحة للإسلام في مختلف دول العالم، وكذلك العمل على كشف زيف جماعة الإخوان وفضح مخططاتها الإرهابية للعالم، وأنهم جماعة تدعي الإسلام ولا أي تمثل أي من صحيح الدين".