كثير من التساؤلات تدور حول مستقبل إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي والمستشارة في البيت الأبيض، وتحديدا حول وجهتها المقبلة بعيد العشرين من يناير موعد تنصيب الرئيس المنتخب.
وسائل إعلام أميركية نقلت أنباءً عن أصدقاء ومساعدين سابقين لإيفانكا أشاروا فيها الى أنها تفكر في الترشح لمنصب حكومي أو على الأقل أن تنخرط في الشؤون السياسية الخاصة بالحزب الجمهوري حيث يحظى والدها الرئيس ترامب بنفوذ كبير وشعبية واسعة.
إلا أن هناك حذرا من أن مثل هذه الخطوة ستضعها أمام العديد من الأسئلة المتعلقة بإرث والدها السياسي في الداخل الأميركي وكيف سيؤثر ذلك على حظوظها في العمل الحكومي إن اختارت هذا الطريق في الفترة المقبلة.
في المقابل أثار مشككون مسائل عديدة تتعلق بالتحقيقات القانونية التي تتعرض لها أعمال الرئيس ترامب في ولاية نيويورك وامتدادها لاحقا لتشمل إيفانكا، وهو الأمر الذي استدعى ردا منها على صفحتها في تويتر مشيرة إلى أنها محاولات لمضايقتها لا أكثر ولا أقل ومتهمة الديمقراطيين في نيويورك بالعمل على زج اسمها في تلك التحقيقات وهو أسلوب شبيه إلى حد بعيد بأسلوب والدها السياسي في التعاطي مع خصومه والتصدي لهم.
إيفانكا تجنبت في أكثر من مناسبة الرد على الأسئلة المتعلقة بمصير مستقبلها السياسي إلا أن خط سير عملها في البيت الأبيض خلال الأعوام الماضية يشير بوضوح إلى تحولها من شخص ليبرالي قادم من نيويورك إلى مدافعة قوية عن سياسات الرئيس التي تقترب من اليمين المحافظ وهو ما دفع البعض إلى وصفها بالجمهورية الفخورة بمساندتها لترامب .
الصحافة الأميركية تحدثت أيضا عما يشبه صراع العروش بين إيفانكا وشقيقها دونالد ترامب جونيور فيما يتعلق بمن سيحظى بالشعبية الأكبر لدى قاعدة الحزب الجمهوري خاصة أن كلا منهما لديه قدر من القبول والانخراط مع الجمهوريين في عموم الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أن الخصوصية التي تتميز بها إيفانكا هي أنها اختارت لنفسها مجموعة من القضايا التي اختصت في تناولها والدفاع عنها كشؤون المرأة ومناهضتها للإجهاض وموقفها من التغير المناخي.
من جهة أخرى طفت على السطح إشارات على وجود توتر بينها وبين السيدة الأولى ميلانيا ترامب وذلك بسبب ما وصف بأنه سعيٌ من إيفانكا لأن تتولى هي بنفسها مهام السيدة الأولى في البلاد وهو ما أثار استياء ميلانيا بشكل كبير.
خلافات أسرية وشؤون داخلية لها انعكاسات محتملة على طموحات ابنة الرئيس التي يقول العديد ممن عملوا معها أن انشغالها بالموضة والتجارة وعلاقاتها الواسعة على مستوى العالم ليس إلا بوابة واسعة تسعى للدخول منها إلى السياسة ومناصبها الرفيعة في محاولة منها على ما يبدو لأن تكون أول سيدة كرئيسة للولايات المتحدة الأميركية، وهو هدف وإن كانت إيفانكا نفسها لم تعلن عنه أو تتطرق إليه.
إلا أن مراقبين يؤكدون أن العمل في الشأن العام والانخراط في مشاكل المجتمع وشجونه شيء، والترشح لمنصب حكومي أيا كان ذلك المنصب شيء آخر تماما.