أكدت وزارة الدفاع الإيرانية، الجمعة، مقتل العالم النووي، محسن فخري زادة الذي يوصف بالعقل المدبر لبرنامج سري وضعته إيران لأجل تطوير قنبلة ذرية.
وسارع حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى تحميل إسرائيل مسؤولية اغتيال محسن فخري زاده، من دون تقديم دليل، وتعهد بالانتقام لمقتله.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن فخري زاده توفي متأثرا بجراحه في المستشفى، بعد أن أطلق مسلحون النار على سيارته.
في غضون ذلك، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة العالم الإيراني البارز.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، التعليق على عملية الاغتيال. وفي الولايات المتحدة، رفضت وزارة الدفاع (البنتاغون) التعليق.
وفي المنحى ذاته، لم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية على طلبات التعليق. كما رفض فريق الرئيس المنتخب جو بايدن التعليق.
وطالما وصفت دول غربية فخري زاده بأنه قائد برنامج سري للقنبلة الذرية، توقف عام 2003، وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة، طهران بمحاولة إعادة تشغيله في السر.
وكانت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية قالت في وقت سابق إن "إرهابيين فجروا سيارة أخرى"، قبل أن يطلقوا النار على سيارة تقل فخري زاده وحراسه في كمين خارج العاصمة.
مواجهة غير علنية
ورجح الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد عباس ناجي، وجود مواجهة غير علنية داخل إيران لأجل عرقلة البرنامج النووي، ووضع عقبات أمام تطوير البرنامج الصاروخي.
وأضاف ناجي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن اغتيال العالم الإيراني، يأتي في سياق العمليات السابقة التي استهدفت منشآت نووية في البلاد مثل "نطنز"، في يوليو الماضي.
وأضاف ناجي أن هذه العمليات تأتي أيضا لأن العقوبات الأميركية التي جرى فرضها على إيران لم تثن إيران عن مواصلة برنامجها النووي والصاروخي، ولم تمنع إيران من المضي قدما في مخططاتها.
وحين سئل ناجي بشأن الرد الإيراني المحتمل، أضاف أن المعتاد لدى طهران هو أن تحاول استهداف مصالح إسرائيلية أو أميركية في هذه الحالات "وربما تلجأ إيران إلى وكلائها، ما دامت المواجهة في إطار غير معلن".
وأورد أن هذا الأمر قد يتم أيضا في أماكن بعيدة عن الشرق الأوسط، كما هو الحال في سنة 2012، عندما تم استهداف حافلة للسياح الإسرائيليين في بلغاريا.
لكن ما يدركه النظام الإيراني إزاء هذا الاغتيال، في الوقت الحالي، هو وجود اختراق، لأن هذا الأمر وحده ما يتيح قتل محسن فخري زادة على مقربة من العاصمة طهران.
لكن الرد الأميركي قد يتأخر، بحسب الخبير، في انتظار أن تتضح سياسة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، عندما يتولى مهامه رسميا في العشرين من يناير المقبل.