قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الخميس، إن قواته وضعت استراتيجية من أجل شن الهجوم الكبير على عاصمة إقليم تيغراي، شمالي البلاد، بما يضمن حماية المدنيين، بعد انتهاء مهلة الاستسلام التي منحها للمتمردين، الذين شرعوا في تحصين مواقعهم.

وكان أحمد أعلن في وقت سابق الخميس أنه أعطى أوامره للجيش الفيدرالي بالتحرك صوب مدينة ميكيلي، في إطار المرحلة النهائية من العملية العسكرية التي بدأت ضد قوات الإقليم، مطلع نوفمبر الجاري.

ويتوقع على نطاق واسع أن يكون الهجوم كبيرا، خاصة بعد توعد الجيش باستخدام الدبابات والمدفعية للاستيلاء على ميكيلي التي يسكنها نصف مليون شخص.

وكان الجيش الإثيوبي حذر المدنيين في وقت سابق من أنه لن تكون هناك "رحمة" إذا لم يبتعدوا عن القادة في الوقت المناسب"، الأمر الذي أثار انتقادات حقوقية.

وانتهت مهلة أديس أبابا، الأربعاء، دون أن يبدي قادة تيغراي أي رغبة بالاستسلام، لا بل إنهم قالوا إنهم مستعدون للموت، مما يعزز المخاوف من سقوط مزيد من القتلى مديين.

وأثارت جماعات حقوقية مخاوف بشأن المدنيين الذين تقطعت بهم السبل خلال القتال في الإقليم، خاصة مع انقطاع خدمات الهاتف والإنترنت فيه.

أخبار ذات صلة

آبي أحمد: المهلة انتهت.. الهجوم بدأ على تيغراي
أبي أحمد: سنتعامل مع أزمة تيغراي بمفردنا و"من دون تدخلات"

تفاصيل الاستراتيجية

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي إن قواته وضعت بحرص استراتيجية "لتقديم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (الجهة الحاكمة في الإقليم) إلى العدالة دون إلحاق أذى بالمدنيين الأبرياء أو أي أضرار بالمواقع التراثية أو أماكن العبادة أو المؤسسات التنموية أو الممتلكات".

وأضاف أنه سيجري تأمين المدنيين وأن آلافا من المقاتلين استسلموا بالفعل، الأمر الذي نفته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

وتحدث عن أن السلطات بدأت توزيع معونات في المناطق التي سيطرت عليها الحكومة الاتحادية في تيغراي، حيث يجري إقامة أربعة مخيمات للنازحين.

وقال: "سيتم أيضا تعزيز هذه المساعدات الإنسانية مع فتح ممر إنساني تحت رعاية وزارة السلام".

أخبار ذات صلة

قلق دولي جراء أزمة تيغراي.. ومخاوف من "الهجوم الإثيوبي"
بعد تفاقم الأزمة.. ما مصير استثمارات مصر في تيغراي؟

المقاتلون يتحصنون

وفي المقابل، بدأ مقاتلون الجبهة الشعبية في الاستعداد لمواجهة الهجوم.

وقال مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز" إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي "حشدت الكثير في ميكيلي. إنهم يحفرون خنادق ومع كل واحد منهم مسلح ببندقية كلاشينكوف".

ويبدو أن الجهود الإفريقية والدولية فشلت في نزع فتيل الأزمة المتصاعدة بشدة في الإقليم، خاصة مع رفض أديس أبابا الحوار، باعتبار أن الجبهة الشعبية التي تسيطر على الإقليم جهة منشقة.

ويُعتقد أن آلاف الأشخاص قتلوا ودمار واسع جراء القصف الجوي والقتال البري منذ بدأت الحرب في الرابع من نوفمبر الجاري.

وفر حوالى 43 ألف شخص عبر الحدود إلى السودان.

وشن آبي أحمد  حملة عسكرية على تيغراي شمالي البلاد، بهدف الإطاحة بالجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تحكم الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.

ويتهم الجبهة بتحدي حكومته والسعي لزعزعة استقرارها، خاصة بعد استهداف قاعدة للجيش الفيدرالي، لكن تقارير تحدثت عن صراع مكتوم بين الطرفين على الموارد الاقتصادي والنفوذ السياسي في البلاد.