دعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قوات تيغراي لتسليم أنفسهم مهددا بهجوم على عاصمة الإقليم بعد 72 ساعة ميكيلي في الوقت الذي أكد متحدث عسكري إن الجيش الإثيوبي يخطط لمحاصرة المدينة في محاولة لإجبار قوات تيغراي على الاستسلام.
وقال أبي أحمد في بيانه مساء الأحد إنه "جرى اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان عدم إصابة المدنيين" خلال ما وصفها بعملية إنفاذ القانون.
وأضاف في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي "كل ما تبقى لهذه الزمرة هو الحصن الذي أقاموه في ميكيلي والتباهي الأجوف".
وذكر رئيس الوزراء أن أهالي تيغراي فاض بهم الكيل مما قال إنه عنف الجبهة ضدهم، مناشدا أهالي ميكيلي الوقوف إلى جانب القوات الاتحادية في "تقديم هذه المجموعة الخائنة" إلى العدالة.
ونجحت القوات الاتحادية التابعة لحكومة أبي أحمد في السيطرة على سلسلة من البلدات من خلال القصف الجوي والمعارك البرية، وتتجه حاليا صوب ميكيلي، وهي مدينة جبلية يقطنها نحو 500 ألف نسمة ويتمركز فيها المتمردون.
الحصار بالدبابات
وكان المتحدث العسكري الكولونيل ديجين تسيجايي قال لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية الرسمية اليوم الأحد "المراحل التالية هي الجزء الحاسم من العملية وتتمثل في حصار ميكيلي بالدبابات".
وأضاف "نريد أن نبعث برسالة للناس في ميكيلي كي يحتموا من أي هجمات بالمدفعية وأن ينأوا بأنفسهم عن الطغمة العسكرية... بعد ذلك، لن تأخذنا بهم أي رحمة".
وقالت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء بعد ذلك إن ديجين كان يعني "بأي رحمة" قيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وليس المدنيين.
قوات تيغراي ترفض
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي ترفض إنهاء حكمها للإقليم الشمالي إن قواتها تحفر الخنادق وتتصدى للقوات الحكومية بثبات.
وقال دبرصيون جبراميكائيل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لرويترز في رسالة نصية إن قوات الإقليم تقف ثابتة في قتالها للقوات الحكومية الإثيوبية على الجبهة الجنوبية، وتشتبك مع تلك القوات حول بلدة أديجرات في شمال الإقليم والتي كانت سقطت في أيدي القوات الاتحادية.
وأضاف "خطتهم هي تطويق ميكيلي، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك... على الجبهة الجنوبية، لم يتمكنوا من التحرك شبرا واحدا منذ ما يزيد على أسبوع".
وقال رضوان حسين، المتحدث باسم مهمة العمل التابعة للحكومة الإثيوبية والمعنية بالوضع في تيغراي، إنه لا يزال هناك وقت أمام قادة الجبهة للاستسلام. وأضاف "ستلتزم الحكومة بأقصى درجات ضبط النفس حتى لا تسبب مخاطر كبيرة للمدنيين".
وأضافت مهمة العمل الحكومية أن الجيش استولى أيضا على بلدة إيداجا هاموس الواقعة على الطريق من أديجرات إلى ميكيلي.
النزوح إلى السودان
وأودت الحرب بحياة المئات، وربما الآلاف، ودفعت أكثر من 30 ألفا للجوء إلى السودان المجاور، كما شهدت إطلاق المتمردين صواريخ على إقليم أمهرة المجاور وعبر الحدود إلى داخل إريتريا.
وأكد مصطفى أنور، ممثل معتمدية اللاجئين في معسكر "أم راكوبة" القريب من مدينة القضارف شرقي السودان، أن المئات من الأطفال والنساء والرجال يعبرون يوميا إلى البلاد، في ظل "ظروف إنسانية بالغة التعقيد".
وأوضح أن هؤلاء يضطرون للمشي لمسافات تصل إلى أكثر من 40 كيلومترا، وقد رصدت أكثر من حالة ولادة في العراء لحوامل، قبل وصولهن إلى المعسكرات، نتيجة الإرهاق الشديد. كما يصل معظم الأطفال وكبار السن في حالة مزرية بسبب عدم قدرتهم على تحمل السير لمسافات طويلة.
وتعمل العديد من المنظمات الإنسانية، مثل منظمة "الطفولة والأمومة" (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، على استقبال اللاجئين خارج المعسكرات، لتقديم الرعاية الغذائية والصحية الأولية.