أثارت تصريحات مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، هاني البنا، موجة من الاستياء والغضب والامتعاض، بعدما وصف الإيزيديين بأنهم "عبدة الشيطان".
وذكر البنا، الذي يشغل أيضا منصب رئيس منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية في بريطانيا ورئيس منظمة الإغاثة الإسلامية في سويسرا، هذا الوصف في فيديو نشر على "تويتر" خلال محاضرة له في سبتمبر الماضي.
وصّور الفيديو بعد أسابيع من إجبار مجلس إدارة منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية بأكمله على التنحي، وذلك عقب الكشف عن تعليقات معادية للسامية وداعمة لتنظيم الإخوان الإرهابي ومنظمات متطرفة أخرى.
وكانت منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية قد أعلنت أن النائب العام والرئيس السابق للجنة المخابرات والأمن في البرلمان البريطاني، دومينيك غريف، ترأس لجنة مستقلة لمراقبة سلوك أمناء المؤسسة الخيرية وكبار المديرين التنفيذيين فيها، حسبما ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال".
وردا على تصريحات البنا، قال أحمد خديدة برجس، نائب المدير التنفيذي لجمعية المساعدة الإيزيدية الخيرية "يزدا"، إن مثل هذا التعليق صدم الإيزيديين الذين واجهوا الإبادة الجماعية على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، وخصوصا أنه جاء من قبل مسؤول في منظمة إغاثة.
من جانبه وصف المدير التنفيذي لمركز أبحاث مكافحة التطرف، ديفيد إبسن، ما قاله البنا بأنه "يستحق الشجب"، مضيفا أن منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية دأبت مؤخرا على الإدلاء بتعليقات غير مقبولة ذات صلة بجماعات دينية وعرقية.
وبدوره اعتبر الباحث في جمعية "هنري جاكسون"، الدكتور رقيب إحسان، تصريحات البنا بأنها شبيهة بفكر وآراء "داعش"، مشيرا إلى أنها كشفت ما وصفه بـ"الفضائح والفساد" المقترن بشخصيات بارزة في منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية.
وأضاف إحسان: "تصنيف المنظمة للإيزيديين كعبدة للشيطان سيلقى ترحيبا لدى داعش الذي سعى للقضاء على هذه الأقلية في شمال العراق. لا شك بأن مسؤولي منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية عبارة عن مجموعة من الشخصيات التي لا تراعي القيم الإنسانية".
جدير بالذكر أن البنا لعب دورا بارزا في تأسيس منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية بمدينة برمنغهام الإنجليزية في عام 1984، وقد صنفتها الإمارات في العام 2014 باعتبارها "جماعة إرهابية".
وتشير تقارير إلى أن المنظمة قد تلقت في العام الماضي 749 ألف دولار، بينما وصل الرقم إلى مليون و82 ألف دولار في عام 2018، من قبل جمعية قطر الخيرية المرتبطة بالقيادي الإخواني يوسف القرضاوي والذي يقيم في الدوحة.
وتواجه منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية في أوروبا انتقادات لاذعة ودعوات لتعليق تمويلها ووقف أنشطتها، حيث جمّدت مجموعة تحالف المعونة الألمانية "أكتيون دويتشلاند هيلفت" عضوية المنظمة حتى ديسمبر 2021.
وفي السويد، ترتفع الأصوات المنادية بمراجعة الوكالة السويدية للتنمية الدولية "سيدا" لدعمها لمنظمة الإغاثة الإسلامية بعد نشر عدد من أعضائها لمحتوى متطرف يدعو للعنف على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرتقب أن تعيد هيئة الطوارئ والكوارث ببريطانيا النظر في دور منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، في الوقت الذي تقاضي فيه مفوضية المؤسسات الخيرية المنظمة.