يعتقد البعض أن السبب الذي جعل دونالد ترامب يصبح أول رئيس لا يحقق ولايته الثانية منذ 28 عاما، يتجلى في تداعيات فيروس كورونا المستجد، لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك.
وحسب ما جاء في مقال للصحفي المخضرم في شبكة "سي إن إن" ديفيد أكسيلرود، فإن ترامب لم ينهزم بسبب كورونا فقط "ولكن بسبب أوجه القصور في شخصيته كقائد لأميركا".
وذكر أكسيلرود: "حتى قبل ظهور الجائحة، كان العديد الأميركيين قد سئموا من أفعال وتغريدات ترامب، التي لا نهاية لها، ونوبات غضبه ونظريات المؤامرة التي ظل يروج لها طيلة أيامه في البيت الأبيض".
وتابع: "ترامب خلق وحفز ظهور صناعة جديدة، تسمى التأكد من الحقائق، بسبب تزويره الكبير للمعطيات.. إلى جانب قلة جديته وازدرائه الصارخ بالقواعد والقوانين والمؤسسات الديمقراطية، والأسوأ من ذلك، أحاديثه المثيرة للانقسام والعنصرية".
وأوضح الصحفي الأميركي أنه لو كان ترامب قد "تفاعل بشكل مختلف مع بداية أزمة كورونا، لنجح في تغيير نظرة الأميركيين له.. لكنه لم يفعل ذلك.. واصل الترويج لنظريات المؤامرة وواصل تهديداته واستمر في تعميق الانقسام، بدون أي يتمكن من إخراج البلاد من الأزمة".
وأضاف: "جعل من ارتداء الكمامات مسألة حزبية، وحث على التمرد ضد الحكام الديمقراطيين الذين يفرضون الإغلاق.. حوّل الأسابيع الأولى من أزمة كورونا إلى مسرح غريب ومثير للجدل".
وأشار المقال إلى أن ردة فعله السيئة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير وتعميق الفوارق وفقدان العديد من الأرواح.
ووسط تلك الأزمة، يضيف المقال، جاءت أزمة وفاة جورج فلويد، الأميركي من أصل أفريقي. وتابع :"بدلا من السعي إلى حل الأزمة واحتوائها بشكل سريع.. انتقد ترامب الاحتجاجات السلمية مما أدى إلى أعمال شغب وتخريب".
وختم ديفيد أكسيلرود مقاله بالقول "لم يكن الفيروس السبب الذي منع الأميركيين من إعادة انتخاب ترامب.. لقد ساهم كورونا في تذكير المواطنين بأفعال ترامب الفاشلة، خلال أسوأ جائحة في القرن".