أصبح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، محل تساؤلات عدة داخل البلاد وخارجها، بعد أن قضت حكومته بناء على طلب من الولايات المتحدة بمصادرة جميع أملاك عائلة رجال أعمال يرتبطون به.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية، الثلاثاء، أن واشنطن طلبت من أنقرة مصادرة أملاك رجل الأعمال التركي البارز سزجين باران كوركماز، و أفراد عائلة كينجستون، بسبب احتيال شركة "إخوان كينجستون" التي يملكونها على الحكومة الأميركية قبل سنوات بمبالغ تصل إلى نصف مليار دولار.
واتهمت السلطات الأميركية "إخوان كينجستون" بالاحتيال عليها وإلحاق خسائر فادحة بها، من خلال شركة متخصصة في الطاقة، إذ طالبوا بائتمانات ضريبية على أنواع الوقود المتجددة التي لم تنتجها الشركة مطلقًا.
وتلقوا رجال الأعمال هؤلاء بموجب ذلك 512 مليون دولار قبل القبض عليهم في أغسطس 2018، بينما كانوا يحاولن السفر إلى تركيا، ليطلق عليهم اسم "العائلة الإجرامية".
وكان أردوغان التقى رجال أعمال من عائلة كينغستون عام 2017، والتقط معهم صورة جماعية.
وبعد أن أصبحت صور أردوغان مع كوركماز وأفراد عائلة كينجستون محط اهتمام، لجأ الرئيس التركي إلى القضاء لحذف جميع صوره، وهو ما تم الاستجابة له سريعا وفق ما أفاد الصحفي التركي المخضرم، آدم يافوز، المقيم في الولايات المتحدة.
وكانت السلطات التركية قد قضت بمصادرة جميع أملاك كوركماز بعدما طالب مكتب المدعي العام في ولاية يوتا الأميركية بتسليم جميع أملاكه في تركيا إلى الولايات المتحدة، بتهمة غسيل الأموال عن طريق الاحتيال على الخزانة الأميركية بالتواطؤ مع "إخوان كينجستون".
وتقول التحقيقات إن أرباح الشركة نقلت إلى تركيا لإخفائها في استثمارات هناك.
وكشفت وثائق قضائية أن الشركة المتخصصة في الطاقة حولت مبلغ 130 مليون دولار أميركي إلى تركيا خلال فترة الإعفاء الضريبي.
وصادرت السلطات التركية أملاك كوركماز و13 شخصًا آخر بموجب القرار الصادر عن الدائرة العاشرة لمحكمة الصلح والجزاء في إطار تحقيقات نيابة إسطنبول.
وتورط أردوغان في هذه القضية، حيث تم الاتفاق معه على تلقي تسهيلات رسمية تشمل دخول أنقرة بلا جواز سفر في حراسة الشرطة، ذلك مقابل شراء كينجستون قبل عامين لخطوط "بورا جت "الجوية بمساعدة رجل الأعمال الروسي ليف أسلان درمين الرجل الثالث في القضية، والمحتجز في السجون الأميركية حاليا على ذمة القضية.
وكشفت التحقيقات التي أجراها المحقق، روبرت مولر، عن مساعدة مسؤولي الشركة في تنفيذ عمليات استخباراتية لحساب إردوغان في أميركا.
وليس ديرمين عضواً في مجموعة كينجستون، ولكنه متهم بمساعدة الأخوين في نقل الأموال إلى تركيا وتهديد الشهود.
وامتدت القضية لاستدعاء رجل الأعمال التركي سزجين باران كوركماز، ورجل أعمال تركي آخر هو أكيم ألبتكين، للتحقيق معهما بشأن عرضهما رشوة على مسؤول أمني بالمخابرات الأمييكية لشن حملة لتشويه سمعة الداعية المعارض فتح الله غولن والذي يتهمه أردوغان بتدبير انقلاب يوليو 2016 الفاشل.