تعتزم السلطات التركية البدء في الإبلاغ عن إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، في استجابة لانتقادات وضغوط دولية بسبب عدم شفافية أنقرة في تقديم بيانات الوباء داخل البلاد.
وتعرضت تركيا لانتقادات واسعة لأنها كانت تبلغ فقط عن المصابين الذين تظهر عليهم أعراض "كوفيد 19" أما باقي الحالات الإيجابية فلم تكن مدرجة، وهو أمر مخالف لمعايير منظمة الصحة العالمية.
وقال وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، في مقابلة نشرت الأحد مع صحيفة "حرييت" إن الحالات التي لا تظهر عليها أعراض سيتم ضمها أيضا في بيانات تركيا المنشورة بدءا من يوم الجمعة القادم.
وتشير الإحصائيات اليومية ليوم السبت إلى 1649 مصابا جديدا و56 حالة وفاة في تركيا، بحسب "الأسوشيتد برس".
وأبلغت تركيا عن وجود أكثر من 334 ألف إصابة منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، و8778 حالة وفاة.
وفي وقت سابق من أكتوبر، دعا مكتب منظمة الصحة العالمية في تركيا، أنقرة إلى أن تفصح بشكل أدق عن أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وسط مخاوف من أن تكون الحكومة متسترة على تفشي الوباء.
وفي أحدث دعوة إلى توخي الدقة، نصحت الصحة العالمية تركيا بأن تبلغ عن بيانات كورونا بما يتماشى مع المنظمة من أجل "تنسيق جمع البيانات وتدابير الاستجابة".
تشكيك داخلي
وفي أغسطس الماضي، كشف عمدتا أكبر مدينتين في تركيا، أن الحكومة تحاول التستر على عودة منحى إصابات فيروس كورونا إلى الارتفاع، رغم الخطر الصحي المحدق بالناس من جراء عدم الشفافية.
وبحسب ما نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن عمدة مدينة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وعمدة العاصمة أنقرة، منصور يافاس، شككا في الأرقام التي تعلن عنها الحكومة التركية بشأن إصابات كورونا.
وقال عمدة إسطنبول إنه بعث بعدة مراسلات إلى وزير الصحة واستفسره حول الأمر، مؤكدا ضرورة التحلي بالشجاعة في الكشف عن وضع وباء كوفيد-19.
وتساءل يافاس بشأن جدوى التكتم على الوضع، قائلا إن المطلوب هو أن يحصل العكس، أي أن يجري تصوير الوضع كما هو، وبما ينطوي عليه من خطورة، حتى يتوقف الناس عن الذهاب إلى مختلف التجتمعات والأعراس والجنائز.