عادة ما تكون المناظرة بين المرشحيْن لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة، أقل إثارة بكثير من المواجهات بين المترشحين لمنصب الرئيس، لكن منازلة الأربعاء بين نائب الرئيس الحالي مايك بنس، والسناتور الديمقراطية كامالا هاريس يتوقع لها أن تسرق الأضواء.
وبينما كانت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، عبارة عن صدام سريع الحركة بين الشخصيتين، مع الكثير من الفوضى، يمكن أن يعود النقاش بين بنس وهاريس بفائدة أكبر في توضيح الفوارق الجوهرية بين برنامجي الفريقين، بما يهم جمهور الناخبين الأميركيين.
ويؤكد دانيال وايس، كبير الموظفين السابق بمكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مناظرة الأربعاء قد تكون الأهم من نوعها في التاريخ الأميركي لأن "السيناتور هاريس هي الأولى من أصول هندية التي ستظهر في مناظرة من هذا النوع"، مضيفا أن "الديمقراطيين يقدمون أداء قويا بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي ويأملون أن تعزز هاريس، بحضورها القوي، تقدمهم".
في غضون ذلك، يقول مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هاريس "رغم أنها كانت مدعية عامة في كاليفورنيا، لكن تاريخها سيء، وعندما ترشحت للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي حلت في المرتبة الخامسة بنهاية المطاف"، مضيفا أن جمهور "الديمقراطيين لم يستقبلوا حديثها جيدا، فكيف سيكون الحال بين عموم الأميركيين؟"
وقبل أربع سنوات، قدَّم بنس، الذي كان حاكما لولاية إنديانا آنذاك، أداء قويا ضد المترشح الديمقراطي إلى جانب هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، السناتور تيم كين من فرجينيا.
ويلاحظ توم حرب أن بنس عبـَّر عن رأيه في عام 2016 بشكل جيد، و"لديه تاريخ حافل في الإدارة سواء في الكونغرس، أو حين كان حاكما لولاية إنديانا، أو في منصب نائب الرئيس الذي يشغله حاليا، وأثبت من خلاله "قدرة إدارية عالية".
ويرى حرب أن أهمية مناظرة الأربعاء تكمن في أن المرشح الديمقراطي جو بايدن "ليست لديه القدرة الإدارية لتسلم زمام الأمور" في الولايات المتحدة، ولذلك "يعول الديمقراطيون على هاريس لتولي واجبات الرئاسة في الولايات المتحدة" في حال فوزها مع بايدن.
وسيتجنب المتناظران، اللذان ستفصلهما ألواح زجاجية، وسيكونان على بعد 12 قدما من بعضهما البعض، تكرار انطلاقة مناظرة ترامب وبايدن المخيبة، عندما منعت مقاطعة كل منهما الآخر المتكررة وتبادل الاتهامات والإهانات الشخصية، الأميركيين من الاستماع لمواقفهما حيال القضايا الأبرز.
ويعتقد دانيال وايس أن مناظرة الأربعاء ستكون مفيدة للناخبين أكثر من المناظرة الرئاسية الأولى "من حيث المعلومات التي سيقدمها المترشحان عن برنامج كل منهما"، ويتوقع وايس أن "تكون هاريس صلبة جدا، في مواجهة بنس، الذي سيكون أكثر وضوحا من ترامب في الحديث عن التحديات التي تواجه البلاد".
وسيناقش بنس وهاريس في مناظرة الأربعاء، عددا من القضايا المختلفة، ومنها جائحة كورونا، وكذلك الاقتصاد، ومحاولة السيناتور الديمقراطية، وهي الأولى من أصول ملونة التي تترشح للمنصب، الدفاع عن نفسها بعدما وصفها الجمهوريون بأنها "اشتراكية راديكالية".
ونظرا إلى إصابة ترامب بفيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة أكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة، تحمل مواجهة الأربعاء، أهمية غير مسبوقة، بسبب قرب نائب الرئيس من سيد البيت الأبيض.
وتفشى كورونا أيضا في أوساط المقربين من الرئيس، ليصيب عددا من أهم مستشاريه والموظفين في الإدارة، فيما يخضع عدد من كبار المسؤولين العسكريين والنواب للحجر الصحي.
ويأتي ذلك بينما يرتفع منسوب التوتر العرقي والسياسي، ما دفع بايدن للدعوة إلى الوحدة الوطنية، الثلاثاء، والتحذير من "قوى الظلام" والانقسامات التي "تفرق بيننا".
في اليوم ذاته، أعلن ترامب تعليق المفاوضات بشأن حزمة تحفيز الاقتصاد المتضرر بسبب كوفيد-19، إلى ما بعد الانتخابات المرتقبة في الثالث من نوفمبر.
ويسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ إلى الإسراع في تثبيت مرشحة الرئيس للمنصب القضائي الشاغر في المحكمة العليا، رغم خضوع بعضهم للحجر الصحي.
وقد دفعت هذه الظروف السياسية الفريدة بجون هوداك من معهد بروكينغز، لوصف مواجهة يوتا بـ"أهم مناظرة لنيابة الرئيس في التاريخ الأميركي".