دعا إمام متشدد مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشكل ضمني، إلى إعادة احتلال الجزء الجنوبي من جزيرة قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي والدولة التي تعترف بها الأمم المتحدة، بحجة حماية ضريح ديني.
وجاءت دعوة الإمام إحسان شينوجاك، خلال تغريدة علق فيها على فيديو نشرتها البحرية التركية، ويظهر عددا من أفرادها فوق إحدى القطع الحربية وقد شكلوا بأجسادهم عبارة "الوطن الأزرق".
و"الوطن الأزرق" اسم الإستراتيجية التركية الرامية للهيمنة على بحر إيجة وشرق المتوسط والبحر الأسود.
وحسب موقع "نورديك مونيتور" المتخصص في الشأن التركي، فإن الإمام البارز والمتشدد يعمل على الترويج لأجندة السياسة الخارجية العدوانية لأردوغان.
ويقول الموقع إن هذا الأمام مقرب من شخصيات متطرفة في البلاد، وهو موال لأردوغان ووجه معروف في المؤتمرات المؤيدة للحكومة، علما أنه مؤسس مركز بحثي في تركيا.
وكتب شينوجاك في تغريدته: "إن البحرية العثمانية وجهت تحية إلى (أم حرام)، بنيران المدافع عندما مرت قرب قبرص. دعونا نحيي هالة سلطان مرة أخرى ونخبرها بأنها قادمون قريبا".
وأضاف الإمام المتشدد: "أن قبر هالة سلطان (أم حرام) التي شاركت في أول حملة بحرية في التاريخ الإسلامي يقع تحت الاحتلال اليوناني".
ويأتي حديث الإمام المقرب من أردوغان في وقت يتصاعد التوتر بين تركيا من جهة وقبرص واليونان من جهة أخرى، ووصل الأمر بأردوغان إلى التهديد بـ"تمزيق الخرائط" في المنطقة.
وتشير روايات تاريخية إلى أن "أم حرام" هي زوجة الصحابي عبادة بن الصامت، وقد توفيت ودفنت في جزيرة قبرص إبان الفتح الإسلامي لها عام 649 ميلاديا.
ويطلق الأتراك على "أم حرام" اسم "هالة سلطان"، ويعني بالتركية "الخالة الجليلة"، فيما تقول روايات إن "أم حرام" بالعربية تعني "الأم الموقرة".
واكتشف قبر "أم حرام" في عام 1760 ميلاديا، وعندها بنى العثمانيون ضريحا ومسجدا في المكان، وحمل المسجد أسماء عدة منها مسجد "لارنكا الكبير"، حيث يقع في المدينة التي تحمل هذا الاسم، إلى جانب اسمي "أم حرام " و"هالة سلطان".
واستخدام المزارات الدينية في التاريخي العثماني لأهداف سياسية ليس بالأمر الغريب لدى أردوغان، الذي دأب على ذلك.
ففي عام 2012، تدخلت أنقرة عسكريا في سوريا في خضم الحرب، من أجل إجلاء رفات سلمان شاه، جد أول حاكم للدولة العثمانية، ونقل الجنود الأتراك الذين كانوا يحرسون ضريحه إلى الداخل التركي.
واجتاحت القوات التركية جزيرة قبرص عام 1974، في أعقاب اضطرابات سياسية حدثت في الجزيرة، وقالت أنقرة إنها تدخلت لحماية "القبارصة الأتراك من القبارصة اليونانيين".
وبسط الأتراك سيطرتهم على نحو ثلث الجزيرة، وهو ما أدى إلى تقسيمها وقيام جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها سوى أنقرة.