لم يسبق أن توحدت المواقف الدولية في انتقاد تركيا كما حصل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إذ تعرضت أنقرة لأكبر كم من الانتقادات بسبب سياساتها وانتهاكاتها.
فكثيرة هي الكلمات التي انتقدت تركيا، سواء من دول الجوار، أو من دول الاتحاد الأوروبي، كلها تطرقت إلى ممارسات تركيا في العديد من البلدان.
وتعليقا على هذا الأمر، قال الباحث السياسي، جواد غوك، لـ"سكاي نيوز عربية": ""ملف السياسة الخارجية التركي ملف فاشل، ونتيجته هي تحول مكانة تركيا الجيدة جدا دوليا، إلى مكانة سيئة للغاية، فهذه الحكومة تراعي مصلحة حزبها على مصلحة تركيا".
وأضاف "لا يوجد لنا جار في شرق المتوسط، بدءا من سوريا إلى إسرائيل ومصر وليبيا، وأيضا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، أكبر شريك معنا، الآن يأتي قرار العقوبات الصعب، فبقيت تركيا غريبة في المنطقة".
وخلال كلمات القادة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، توالت الانتقادات الدولية لسياسات تركيا وكانت الكلمات كالتالي:
فرنسا
أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن التدخلات الأجنبية في ليبيا فاقمت الأزمة وطالب تركيا بضرورة احترام حظر السلاح وتوضيح تصرفاتها هناك.
اليونان
بدوره قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن التحركات التركية تهدد الأمن في المنطقة وأنها تخالف القانون الدولي في المتوسط ولذا فإن اللجوء إلى المحكمة الدولية من بين الخيارات.
قبرص
أما الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، فقد اتهم تركيا بأنها استولت على حقوق قبرص في شرق المتوسط وأن انقسام قبرص سببه تعنت تركيا، داعيا إلى تطبيق القانون الدولي.
سوريا
وقد اتهم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تركيا بأنها أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب في بلاده والمنطقة، واتهمها بارتكاب جريمة ضد الإنسانية لقطعها المياه عن عشرات المدن، واصفا إياها بالدولة المارقة والخارجة عن القانون.
إسرائيل
أما سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد أردان، فقد قدم شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة في مضمونها أن أردوغان ينتهج سياسة الازدواجية وينشر التحريض والتعابير المعادية للسامية.
الهند
وأخيرا رفض مندوب الهند في الأمم المتحدة التدخلات التركية في شؤونها الداخلية وتحديدا في إقليم جامو وكشمير واصفا ذلك بغير مقبول ومطالبا أنقرة أن تتعلم احترام سيادة الدول.
وعزز الباحث السياسي التركي على أقوال قادة الدول قائلا: "سياسات تركيا أتت بالعزل لتركيا في المنطقة، وبالنتيجة فشل السياسة الخارجية واضح جدا. داخليا، من أكبر الأوراق بيد المعارضة التركية، هي ورقة السياسة الخارجية الفاشلة، لماذا علاقاتنا سيئة من دول الجوار؟ حليفنا الوحيد في المنطقة هو أذربيجان. هناك أزمة ثقة حقيقية بتركيا".
وأكد غوك لـ"سكاي نيوز عربية" أن "تركيا تدخلت في شؤون الدول العربية، ووقفت أمام العرب في القضايا العربية، بدءا من سوريا إلى ليبيا، فتبدأ الأزمات بالظهور واحدة تلو الأخرى".
وبهذا تكون تركيا قد استقطبت سيلا عارما من الانتقادات بسبب سياستها وانتهاكاتها في عدد من دول المنطقة ولتمسكها بحقها غير الشرعي للتنقيب عن النفط والغاز في المتوسط.