كشفت السيدة زليخة زيتوني، والدة الشاب الجزائري الذي توفي في مدينة أنتويرب البلجيكية إثر اعتقاله من قبل الشرطة، عددا من التفاصيل المتعلقة بالوفاة المأساوية، مؤكدة عدم اقتناعها برواية السلطات عن الحادث.
واتَهمت أوساط عدة الشرطة البلجيكية، بـ"الوحشية" في التعامل مع الشاب أكرم، بعد تقييده وطرحه أرضا، في حادثة أثارت استغراب كثيرين، وأعادت إلى الأذهان مقتل الشاب الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد.
وقالت زيتوني في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" إن القضية غامضة، لكن ابني أكرم لم يفارق الحياة، كما قالت السلطات، في المستشفى، وإنما توفي في الشارع بعدما "اعتدوا عليه جسديا قبل 5 ساعات من نقله إلى المستشفى".
ووصفت زيتوني إعلان شرطة أنتويرب بإجراء محاولات لإنعاشه لمدة 20 دقيقة قبل نقله إلى المستشفى في حالة حرجة، بأنه "كذب في كذب".
وأشارت إلى أن ابنها طلب من سيدة تعمل في مقهى "كأسا من الماء"، قبل أن يندلع شجار بينه وبين أحد أصدقائه ليتم إبلاغ الشرطة، التي جاءت وقام عناصرها بطرح أكرم على الأرض، وكبلوا يديه بينما كان لا يزال حيا، حيث تكلم مع أفراد الشرطة وكان يحرك يديه وقدميه وقال لهم إنه "لا يستطيع التنفس".
وكشفت أن أكرم كان يعاني فقط من مشكلة عائلية بعد طلاقه من زوجته وعدم رؤيته لطفلته حديثة الولادة، وإنه كان رياضيا يمارس حياة الشباب العادية.
وأضافت وسط دموعها: "ابني كان طيبا وحنونا وبارا بأمه"، وكشفت أنها قامت بتوكيل محام متخصص بقضايا العنصرية في بلجيكا، وأنه يمتلك صورا تؤكد حقيقة الأمر.
وفتح مكتب المدعي العام في مدينة أنتويرب، الثلاثاء، تحقيقا قضائيا في وفاة الشاب الجزائري، بعدما أظهرته لقطات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ملقى على الأرض، بينما يجثم شرطيان على ظهره.
وقال المتحدث باسم شرطة أنتويرب سفين لومارت، إن رجلا يبلغ من العمر 29 عاما اعتقل منتصف النهار يوم الأحد "بعد أن تصرف بعنف في مقهى".
وبحسب المتحدث، فإن الشاب "كان يحاول ضرب الناس، وكان مضطربا للغاية"، وعندما وصل الضباط إلى مكان الحادث، وجدوا لديه إصابة في الرأس، وبدا أنه "تحت تأثير" المخدرات.
وقامت الشرطة بطرح الشاب أرضا ووضعت الأصفاد في يديه، واستدعت خدمات الطوارئ، وقال المتحدث إنه عندما وصل الطاقم الطبي بعد 12 دقيقة، كان قد "فقد وعيه".