خلال الأشهر الماضية، تحدث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن صاروخ غامض، قال إنه أسرع الصوت بـ17 مرة، لكن مصادر عسكرية شككت في ذلك، وأكدت أن الرئيس الأميركي يبالغ كثيرا.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله، إن الصاروخ الذي تحدث ترامب عنه مرارا حقيقي.
وقال المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه أن الصاروخ هو "سوبر دوبر".
واتضح أن الصاروخ الذي وصفه ترامب بالأسرع في العالم، ليس كذلك، وفق موقع مجلة "بوبيولر ماشينز" المعنية بالشؤون التكنولوجية، فبحسب المجلة هناك صواريخ أخرى أنتجت في العالم أسرع بكثير من صاروخ ترامب.
وكرر ترامب مرارا استعراض نقاط قوة الصاروخ الجديد خلال أحاديثه الصحفية أو جولاته.
"صاروخ دقيق جدا"
وفي يونيو الماضي، قال ترامب أمام طلبة الأكاديمية العسكرية "ويست بوينت" في نيويورك :" نحن نصنع أسلحة جديدة تشمل قاذفات وطائرات مقاتلة ومروحيات بالمئات (...) حتى أن هناك صاروخا جديدا أسرع من الصوت 17 مرة ويمكنه ضرب أي هدف على بعد ألف ميل (1600 كيلومتر)".
وأضاف ترامب أن الصاروخ دقيق للغاية، لدرجة أنه لن يتزحزح عن مركز الهدف أكثر من 14 بوصة (35 سنتيمترا).
وبحسب موقع بوبيولر ماشينز، فإن المشكلة في تصريحات ترامب حول الصاروخ أنها متضاربه، الأمر الذي يثير الارتباك، فيصعب معرفة عن أي الأسلحة يتحدث، فضلا عن أن الجيش الأميركي يطور عددا هائلا من الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت.
ونقلت شبكة "سي أن أن" العالمية مصدر في (البنتاغون) قوله إن ترامب يشير في حديثه بالفعل إلى صاروخ "سي- أتش جي بي"، وفي 20 مارس الماضي، نشرت البحرية الأميركية مقاطع فيديو تظهر تجربة إطلاق صاروخ أسرع من الصوت في المحيط الهادئ.
وبحسب شبكة "سي أن ان"، فإنه يجري تطوير الصاروخ بالتعاون بين الجيش والبحرية.
وطار الصاروخ بسرعة 13 ألف ميل في الساعة ( 20 ألف كيلومتر في الساعة)، ويمكن إطلاقه الآن من قاعدة أرضية أو بارجة ويتضمن رأسا حربيا تقليديا.
ومن المرجح أن يطلق الجيش الأميركي هذا الصاروخ، عند اللزوم، من شاحنات متحركة أو بوارج حربية في عرض البحر.
ويقصد بالأسلحة الأسرع من الصوت، تلك التي تتحرك بسرعة 5 ماخ، وهو تعبير يستخدم عن الحديث عن الصواريخ أو الطائرات الفائقة السرعة، والقصد هنا قدرة هذه الأسلحة في التغلب على الدفاعات الجوية للعدو.
على سبيل المثال، سيكون لدى الدفاعات الجوية في دولة معادية تملك رادار بمدى 200 ميل (321 كيلومترا) أقل من دقيقة لاكتشاف الهدف وتحديده مكانه، لكن الصاروخ من هذه النوعية أسرع من ذلك بكثير.
روسيا والصين في المقدمة
وكانت الولايات المتحدة رائدة في مجال صناعة الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، لكنها بددت ذلك التقدم، لتسبقها دول أخرى في هذا المجال مثل الصين وروسيا.
وقال ترامب في تصريحات على هامش إطلاق القوة الفضائية إن الصاروخ "سوبر دوبر" أسرع 17 مرة من الأسلحة المتوفرة حاليا، لكن الأمر قد لا يكون بهذه الدقة، فهو أسرع 17 مرة من سرعة 1 ماخ، بحسب بوبيولر ماشينز.
وجميع الصواريخ في العالم من المديات القصير إلى المديات البعيدة والبالستية أسرع من "1 ماخ".
وبحسب الموقع، فإن الصاروخ الروسي أفنغر الذي كشفت عنه موسكو تصل سرعته إلى 27 ماخ.