لم يكن الخلاف الحدودي بين أرمينيا واذربيجان ليمر مرور الكرام على تركيا، فوسط مساع دولية للتهدئة بين الجانبين، إثر اشتباكات حدودية دامية، رأت أنقرة أن الوقت مناسب للعب على وتر التوتر.
تركيا ترجمت ذلك عبر إعلان هيئة الصناعات الدفاعية استعدادها تقديم الدعم العسكري لأذربيجان، خلال زيارة قام بها نائب وزير الدفاع الأذري إلى أنقرة.
واستؤنفت المواجهات على الحدود الشمالية بين أرمينيا وأذربيجان، الخميس، وفق ما أعلنت وزارتا الدفاع في البلدين.
وقالت الوزارتان في بيانين منفصلين إن "معارك تجري" صباح الخميس على الحدود الشمالية بين البلدين، وأكدت كل من باكو ويريفان أنها تصدت لهجوم شنه الطرف الآخر.
وكانت المعارك بين البلدين المتناحرين منذ عقود قد توقفت بين منتصف ليل الأربعاء وصباح الخميس بعد مواجهات دامت ثلاثة أيام.
لكن يبدو أن النوايا التركية تجاه تأجيج الصراع بين أرمينيا واذربيجان كانت مبيته حيث هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق أرمينيا، مشيرا إلى أنه لن يتردد في الوقوف ضد أي هجوم على أذربيجان.
موقف أنقرة تجاه يريفان فسره كثيرون على أنه يعود لما وصفوه بـ"العقلية العثمانية" التي تتحرك بموجبها تركيا في الوقت الراهن على الخريطة الدولية.
إذ تعود جذور الصراع إلى الحرب العالمية الاولى حيث وجه الاتهام للدولة العثمانية بتنفيذ مجازر بحق الأرمن.
الموقف التركي الحالي، يفسره مراقبون، على أنه مسعى لمد النفوذ إلى أذربيجان من بوابة الصراع مع أرمينيا، ويبدو كذلك أن السلطات التركية رأت في هذا التوتر فرصة ذهبية لإبرام المزيد من صفقات السلاح.