أعلن مسؤول طبي في العاصمة المالية باماكو، الأحد، أن 4 مدنيين قتلوا في الاضطرابات التي اندلعت السبت، في خضم أعنف احتجاجات تشهدها الدولة الأفريقية منذ سنوات، ضد حكومة الرئيس أبو بكر كيتا.
وأضاف المسؤول، الذي فضًل عدم الكشف عن اسمه، أن من بين القتلى قاصران يبلغان من العمر 15 و17 عاما، بحسب وكالة "فرانس برس".
وتشهد باماكو منذ أسوأ اضطرابات مدنية خلال سنوات. وقتل ثلاثة مدنيين على الأقل، الجمعة.
وتشهد باماكو صدامات منذ ليل الجمعة، فيما نصب رجال حواجز في عدد من الأحياء وأحرقوا إطارات.
وساد التوتر حول مسجد يلقي فيه خطبه الإمام محمود ديكو رجل الدين الذي يتمتع بشعبية كبيرة ويعد زعيما للاحتجاجات.
وفي أجواء تشجع على انتشار الشائعات، يخشى أنصاره أن يتم توقيفه وتواجهوا مع قوات الأمن.
أسباب احتجاجات مالي
وهذه ثالث موجة من المصادمات في مالي منذ يونيو، وجاءت بعد رفض تحالف معارض تنازلات قدمها الرئيس أبو بكر كيتا بهدف حل أزمة سياسية مستمرة بدأت قبل أشهر عقب إجراء انتخابات تشريعية في مارس متنازع على نتيجتها.
وبحسب وكالة "رويترز"، فقد رفض المعارضون، الأحد، اقترح حل المحكمة الدستورية العليا، الذي قدمه كيتا ليل السبت الأحد، وقالوا إنهم لن يقبلوا إلا بتنحيه عن السلطة.
وأعيد انتخاب كيتا لخمس سنوات أخرى في 2018، لكنه يواجه معارضة متزايدة في ظل تصاعد أعمال العنف التي يقوم بها المتشددون وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
ودعا زعماء الاحتجاج أنصارهم لاقتحام مبان رئيسية والسيطرة عليها ومن بينها مكتب رئيس الوزراء ومقرات حيوية أخرى.
وخلال الاحتجاجات الجديدة، اقتحم مئات المحتجين الذين يطالبون برحيل الرئيس كيتا.
وسادت حالة من الفوضى بعد أن لبى المحتجون دعوات زعمائهم، فحاولوا بالفعل مقرا حيوية في العاصمة.
وقالوا إن الأمر مجرد بداية حملة عصيان مدني تهدف لإجبار كيتا على الاستقالة بسبب إخفاقه في تقديم حلول لمشكلات البلاد الأمنية والاقتصادية.
ويخشى جيران مالي والقوى العالمية من احتمال أن يؤدي هذا المأزق إلى زيادة زعزعة استقرار البلاد ويعرض للخطر حملة عسكرية مشتركة ضد متشددين في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.