وصل تفشي فيروس كورونا المستجد إلى مستويات مقلقة في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، ذات الغالبية العربية، وقوبل الأمر بإهمال شديد من قبل السلطات الإيرانية، بحسب وسائل إعلام.
وتسبح المحافظة المحاذية للحدود مع العراق فوق بحر من النفط، كما أنها غنية بالمياه العذبة، نظرا لمرور نهر كارون فيها، لكن هذه الموارد الطبيعية لم تنعكس على السكان الذين يشكون الحرمان.
وبحسب ما أورد موقع راديو "فرادا" المتخصص في الشأن الإيراني، الاثنين، فقد أضافت السلطات الإيرانية حرمانا جديدا إلى السكان: نقص أجهزة التنفس الاصطناعي.
وأضاف الموقع نقلا عن مسؤول في جامعة جوندي شابور للعلوم الطبية، أن أجهزة التنفس باتت مشكلة خطيرة في المستشفيات التي تواجه أعدادا متزايدة من مرضى "كوفيد-19" الذي يسبب فيرو كورونا.
وأصبحت محافظة خوزستان بؤرة رئيسية لانتشار الفيروس منذ أوائل مايو الماضي، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت أعداد الوفيات والإصابات مثيرة للقلق بشكل كبير.
وقال الدكتور فرهاد أبو لنجندين إن هناك 17 مستشفى على الأقل في المحافظة تعاني من نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي، في وقت يتمدد فيها كورونا بسرعة رهيبة.
وتشير تقديرات إلى وجود أكثر من 20 ألف مصاب بالفيروس في هذه المحافظة الإيرانية.
وبحسب وكالة أنباء الطلبة في إيران "إسنا"، فإن سعر أجهزة التنفس ارتفع ثلاث مرات.
وزعم مسؤولون في النظام الإيراني أن الحكومة زادت من إنتاج هذه الأجهزة، فيما أرسل العديد منها إلى دول أخرى حول العالم، الأمر الذي أثار استهجان الكثير من الإيرانيين الذين أكدوا أن بلادهم أولى بها، نظرا للكارثة الوبائية التي تمر بها.
وعندما عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أبريل الماضي إرسال أجهزة تنفس اصطناعي إلى إيران، رفضت الأخيرة الرد، وقال وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، إن بلاده ليست بحاجة إلى المساعادت الأميركية، فهي تصنع أجهزة التنفس الاصطناعي وتصدرها إلى الخارج.
لكن الواقع يناقض حديث ظريف، على الأقل في محافظة خوزستان، التي تعاني تفشي الفيروس.
وتقول السلطات الإيرانية إن هناك 243 ألف إصابة بفيروس كورونا في إيران، إلى جانب نحو 12 ألف حالة وفاة.