واقعة عنصرية جديدة هزت الولايات المتحدة، والضحية هذه المرة فتاة من أصول إفريقية تبلغ من العمر 15 عاما، تعرضت لاعتداءات لفظية على يد رجل أبيض داخل مجمع سكني راق في ولاية فلوريدا.
وكانت بريانا نيلسون هيكس (15 عاما)، تتجول في أنحاء المجمع السكني الذي تسكنه الطبقة الغنية، برفقة 4 من أصدقائها (شابان وفتاتان جميعهم من البيض)، في عربة صغيرة، قبل أن يظهر رجل بسيارته ويلاحقهم حتى كاد أن يصطدم بهم.
ومع اقترابه، أوقف المراهقون عربتهم اعتقادا منهم بأن الرجل يريد اجتيازهم بسيارته، إلا أنه توقف خلفهم مباشرة وبدأ بالصراخ، مما دفع الصبيين للهروب، فيما بدأت إحدى الفتيات بتصوير الواقعة بكاميرا هاتفها المحمول.
وقررت الفتيات اجتياز المسافة المتبقية للوصول إلى منزل جد بريانا مشيا على الأقدام، ليستمر الرجل في ملاحقتهم أيضا.
وعند ملاحظة الرجل أن الفتيات يوثقن الحدث بمقطع فيديو، قال: "تقومون بتصويري؟ لا يهمني هذا، لأنكم لا تنتمون إلى هذا المجمع"، وعندما أخبرته الفتيات أنهن من السكان، طالبهن بإعطائه أسمائهن وعناوينهن، إلا أنهن رفضن.
واستمر الرجل بالصراخ قائلا للفتيات إنهن كن يقدن العربة بصورة غير قانونية داخل المجمع، لتبدو الواقعة وكأنها تتعلق بالحرص على سلامة الموجودين، إلا أنها اتخذت منحنى آخر عندما نظر لبريانا وقال لها: "لا تستحقين الوجود هنا (في المجمع)"، مهددا بطلب الأمن "لاعتقال الفتيات".
ومع استمراره بالصراخ، قررت بريانا الدخول إلى المنزل لاستدعاء جدها، الذي يعد واحدا من أوائل الأميركيين من أصول إفريقية الذين يقطنون في المجمع المرموق.
وفي هذه الأثناء، ظهرت جارة بريانا مطالبة الفتيات بالابتعاد عن الرجل، فيما واجهته الفتاتان بالقول: "أنت تهاجم فتيات عمرهن 15 عاما! هل كنت تريد صدمنا بسيارتك!".
وفي خضم الشجار، منح الرجل ردا صادما، قائلا: "أنتن في الخامسة عشر.. فتيات في مثل سنكن قادرات على الزواج في ولاية ميسيسيبي أو ألاباما".
إلا أن معلومات الرجل كانت مغلوطة نظرا لأن سن الزواج في ميسيسيبي هو 21، ويتم طلب إذن بالموافقة على الزواج من ولي أمر في حال كانت العروس أصغر سنا، بينما يسمح في ألاباما بالزواج للفتيات بدءا من سن الـ18.
وخرج جد بريانا مندفعا من منزله، قائلا للرجل: "هل هددت أطفالا؟"، ليرد الرجل بالنفي متراجعا للوراء، إلا أن إحدى الفتيات قالت إنها وثقت الواقعة بفيديو، ليطالب الجد برؤيته، وينتهي التسجيل هنا.
وأثارت الواقعة غضبا واسعا، خاصة بعد أن نشر مفوض مدينة ليك وورث بيتش، أوماري هاردي، الفيديو على حسابه على "تويتر"، مطالبا متابعيه بإعادة نشر التغريدة للتعرف على المعتدي.
وذكر موقع "بالم بيتش بوست"، أنه تم تحديد هوية الرجل والتحقيق معه، لافتا إلى أنه قال إنه غضب "لأنه أوشك على صدم عربة المراهقين"، في إشارة إلى أنهم كانوا يقودونها بتهور.
وقال مكتب الشريف الخاص بـ"بالم بيتش" أنه تم التحدث مع الرجل ومع الفتيات، وبناء على شهاداتهم تم اتخاذ القرار بأنه لم يتم ارتكاب جريمة، وبالتالي ليس من الممكن تطبيق عقاب على الرجل.
وطالب العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمحاسبة الرجل من خلال رفع دعوى عليه، مطالبين جد بريانا باتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحقه.
وتأتي هذه الأحداث في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة احتجاجات حاشدة، رفضا للعنصرية ولعنف الشرطة ضد أصحاب البشرة السمراء، وذلك بعد مقتل جورج فلويد ثم ريتشارد بروكس (من أصول إفريقية) على يد رجلي شرطة من البيض.