مع بدء تفشي فيروس كورونا الجديد في تركيا، اتخذت الحكومة سلسلة تدابير وإجراءات وقائية، لمكافحة الفيروس الفتاك، لكن يبدو أن السلطات التركية لم تأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يعاني منها كثير من أفراد الشعب التركي، خصوصا الفقراء منهم، وما يتعلق بنظام التعليم عن بعد، الذي يواجه انتقادات لاذعة من شريحة واسعة من المواطنين.
وكان الانتقال لنظام التعليم عن بعد وإغلاق المدارس والجامعات أول قرارات الحكومة التركية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي أصاب ما يزيد على 120 ألف تركي، وأدى إلى وفاة ما يزيد على 3 آلاف آخرين.
وتطبيقا لهذا الإجراء، افتتحت وزارة التعليم التركية شبكة تعليمية تتكون من 3 محطات تلفزيونية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، بحسب ما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية".
غير أن نظام التعليم عن بعد بشكله الحالي، تسبب في موجة انتقادات شديدة للحكومة، كونه لا يراعي ظروف الطلاب الفقراء، الذين لا يمتلكون التقنيات اللازمة لمتابعة دروسهم عن بعد، مثل الكمبيوتر، أو أن خدمات الإنترنت لا تصل إلى قراهم.
وجاء في تقرير لنقابة المعلمين في محافظة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية، أن 3 في المئة فقط من طلاب المحافظة تمكنوا من متابعة دروسهم عن بعد، لكن البقية لم يتمكنوا من ذلك إما بسبب انقطاع خدمات الإنترنت عن أحيائهم، أو بسبب الفقر.
وتداركا للخلل، قدم متطوعون في مدن تركية عدة، أجهزة تلفاز مجانية للطلاب الفقراء.
وتتهم المعارضة حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة رجب طيب أردوغان، باستغلال نفوذه وإقحام السياسة في التعليم، وتشير إلى أن بعض الدروس تتضمن دعاية سياسية وفكرية.
ففي أحد الدروس، عرض فيلم كرتوني يجسد إعدام رئيس الوزراء التركي السابق عدنان مندريس بطريقة بشعة لا تناسب الأطفال، وبعد سيل من الانتقادات للحكومة، حذفت وزارة التعليم المشهد من منهاجها المرئي على شبكة الإنترنت.
ويؤخذ على الحزب الحاكم أيضا فشله في إكمال مشروع "الفاتح"، وهو مشروع يسعى لدمج التكنولوجيا في نظام التعليم الحكومي، وذلك عبر تزويد كل الطلاب بأجهزة لوحية، الأمر الذي لم يحدث بعد، رغم مرور 10 سنوات على إطلاق المشروع.