تحث حكومات العالم، مواطنيها، في الغالب، على أن يمكثوا في بيوتهم ويتباعدوا اجتماعيا، لكبح انتشار فيروس كورونا، لكن هذا الأمر ليس ممكنا بسهولة لمن يعيشون داخل ما يعرفُ بالبيوت الأقفاص في هونغ كونغ.

وبحسب ما نقلت "سي إن إن"، فإن عددا من سكان منطقة هونغ كونغ التابعة للصين، رغم تمتعها بالحكم الذاتي، يجدون أنفسهم في مأزق، في الوقت الحالي، نظرا إلى ضيق البيوت التي يعيشون فيها.

ولا تتجاوز مساحة ما يعرف بـ"البيت القفص" قرابة تسعة أمتار مربعة، ويعيش في هذا المكان المحدود عدد من السكان، حتى وإن كانت المساحة مضاهية تقريبا لمساحة الزنزانة.

ويجري تقسيم هذا البيت الضيق إلى مساحات فردية، فيحصل كل شخص ساكن على مساحة تكفي للسرير أو الفراش وتخزين بعض الملابس والأغراض، أما الحمامات فمشتركة بين الجميع، علما أنه لا وجود لمطبخ.

وفي العام الماضي، كشفت أرقام صادرة عن هيئة "CBRE" الأميركية لخدمات العقار، أن تسعة أشخاص من كل عشرة في هونغ كونغ، يقطنون في مكان تقل مساحته عن 69 متر مربع.

ومرد هذا الضيق هو الغلاء الذي يوصف بـ"الفاحش" في بيوت هونغ، ويتصدر دول العالم برمتها، أي يصل ثمن القدم المربع الواحد (0.09 متر مربع) إلى 2091 دولار، في حين لا يتجاوز السعر 466 دولار في مدينة لوس أنجلوس الأميركية.

ويقول سكان هذه البيوت إنه وضعهم كان "أرحم" قبل ظهور كورونا، لأنهم كانوا قادرين على قضاء وقتهم في الخارج وارتياد الحدائق، أما الآن، فأضحوا مضطرين إلى البقاء داخل أماكن مكتظة.

أخبار ذات صلة

ماذا يحدث خلال "التجارب السريرية" للقاحات كورونا؟

وتم إغلاق الأماكن العامة في هونغ كونغ، واقتصرت بعض المحلات على خدمة التسليم، ولم يعدُ مسموحا بأن تتجاوز التجمعات البشرية أربعة أشخاص.

ولا تقف متاعب سكان البيوت الأقفاص عند هذا الحد، بل إنهم خائفون أيضا على وظائفهم، وربما قد تزداد أوضاعهم سوءًا في المستقبل القريب من جراء تقليص ساعات العمل أو الالتحاق بركب البطالة.

ورغم هذه الظروف الصعبة، سجلت هونغ كونغ عددا وصف بالمنخفض من إصابات فيروس كورونا، إذ لم تتجاوز الحالات المؤكدة 1038 فيما وصلت الوفيات إلى أربعة.