في الأيام الأولى لتفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، كانت تركيا تتباهى بأنها نجحت في منع دخول المرض إلى أراضيها، لكنها أصبحت الآن واحدة من أكثر بلدان المنطقة تضررا من الوباء.
والسبت أعلنت السلطات الرسمية في تركيا أن عدد مصابي كورونا بلغ 82329 مع تسجيل 3783 إصابة جديدة، مقابل إجمالي وفيات بلغ 1890 بإضافة ضحايا اليوم وعددهم 121.
فما سر التحول من هذا "التباهي" بصد كورونا، إلى دخول تركيا نفق الفيروس المظلم؟
يقول الكاتب والباحث السياسي التركي جواد غوك، إن أعداد المصابين الكبيرة التي تسجل يوميا في تركيا سببها تأخر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل السيطرة على المرض.
ويضيف غوك في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية": "عدد المصابين كبير جدا. يوميا يزداد بحدود 4 أو 5 آلاف، نسبة الوفيات قليلة ولله الحمد".
ويتابع: "الحكومة لم تتخذ إجراءات وتدابير صارمة. حظر التجول الكامل لم يبدأ سوى مؤخرا ولمدة يومين فقط" في نهاية كل أسبوع.
كما وجّه غوك اللوم إلى الحكومة بسبب "مفاجأة" إعلان حظر التجول، مشيرا إلى أنه "الأسبوع الماضي فوجئنا قبل ساعة الصفر بساعتين بأن الحكومة أعلنت حظر التجول. الكل خرج إلى الشوارع والمحلات مما قد يكون ساعد على تفشي المرض".
كما ندد الباحث السياسي بعدم استجابة السلطات التركية لطلبات رؤساء البلديات، بفرض حظر التجول بشكل مشدد منذ نحو شهر.
وتابع: "حظر التجوال الكامل يأتي بتبعات. لا بد من تقديم الدعم الاقتصادي للمواطن مثل البلاد الأوروبية الأخرى، لكن هنا الحكومة أعلنت رقم حساب لجمع تبرعات من الشعب".
وأكد غوك أن "الركود الاقتصادي قبل كورونا كان واضحا جدا في تركيا، والآن المواطن يعاني مشاكل اقتصادية" إضافية بسبب تفشي الوباء.
كما وجه الكاتب اللوم إلى الحكومة بسبب تقديم مساعدات طبية لعدد من دول أوروبا، وتجاهل شح هذه المنتجات داخل البلاد.
وأوضح: "المساعدات الطبية توجه إلى بلدان أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا. هناك توصيات لغرفة الأطباء في أنقرة لكن الحكومة لا تطبقها بشكل كامل لأن القضية صارت مسيسة. الحكومة بدلا من أن ترجح مواطنها فإنها ترسل المساعدات إلى أوروبا. لا توجد مساعدات طبية للمواطن، حتى الأطباء يعانون في بعض الأماكن".
وتابع غوك: "في المستشفيات الحكومية كل الغرف ممتلئة، والآن من يصاب بالفيروس لا يقبلونه في المستشفيات".
ورغم حاجة الأطقم الطبية في تركيا للمعدات الوقائية من الفيروس، زادت تركيا من شحنات هذه المنتجات إلى الخارج مؤخرا لتلبية الطلب المتصاعد عليها في أوروبا، حيث ذكر مسؤولون أن 88 دولة طلبت من أنقرة معدات حماية شخصية.
والسبت مددت وزارة الداخلية حظرا على دخول ومغادرة 31 محافظة برا أو جوا أو بحرا لمدة 15 يوما، علما أن هذه المحافظات، بما فيها إسطنبول وأنقرة، قيد الإغلاق يومي في نهاية الأسبوع لمنع انتشار "كوفيد 19".