يعمل معظم قادة دول العالم من منازلهم والرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، ليس استثاءً، إذ عقد قبل يومين اجتماعا عبر الفيديو، من مقر إقامته الرسمي خارج موسكو، وحمل الاجتماع إشارات سيئة للغاية على خلفية فيروس كورونا.
وناقش بوتن خلال الاجتماع مع بعض المسؤولين الذين يقودون جهود مكافحة فيروس كورونا في روسيا، آخر مستجدات الفيروس في البلاد.
وسجلت روسيا، الأربعاء، 3388 إصابة جديدة و28 حالة وفاة بفيروس كورونا ليبلغ إجمالي الإصابات في البلاد نحو 25 ألفا، يضاف إليهم مجموع الوفيات البالغ 198حالة.
وبدا أن الاجتماع كئيب بصورة كبيرة، إذ جاء بعد أقل من شهر، على تأكيد بوتن أن استجابة موسكو للفيروس قوية وسريعة، وطمأن مواطنيه حينها، قائلا إن "الوضع تحت السيطرة بفعل التدابير المبكرة".
ولأسابيع عدة، أدى بوتن دور المنقذ الدولي، إذ أرسل طائرات محملة بالمساعدات الطبية، واحدة منها حطت في الولايات المتحدة.
لكن الصورة انقلبت رأسا على عقب، كما تقول شبكة "سي. أن. أن" الأميركية، الأربعاء، مشيرة إلى أن "اجتماع الاثنين" رسم صورة قاتمة عما يحدث في روسيا.
وقال بوتن خلال الاجتماع "إن لدى روسيا الكثير من المشاكل. لا يوجد شيء نفتخر به (...) لم نتجاوز حتى الآن ذروة الوباء".
ورغم أن الأرقام في روسيا على صعيد الوفيات والإصابات منخفضة مقارنة بالولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، إلا أن حجم الإصابات المسجل بدأ يرتفع بشكل تصاعدي خلال الأيام الأخيرة.
وعلى سبيل المثال، سجلت روسيا الاثنين 2558 إصابة، و2774 الثلاثاء، و 3388 الأربعاء، مما يعني أن روسيا قد تلقى مصيرا مشابها لمصير إيطاليا أو إسبانيا.
وأثارت الأرقام الكبيرة من المصابين انتقادات ضد أداء بوتن، وبحسب الباحثة في معهد "كارينغي"، تاتيانا ستانوفايا، فإن الرئيس الروسي بدا خلال الأزمة منعزلا عن مواطنيه العاديين.
وأضافت أن بوتن بدا وكأنه غير موجود في أزمة كورونا، إذ خاطب الشعب مرتين بشكل سريع وزار مستشفى، لكنه لم يصدر أن تقييمات للأزمة ولم يقترح خطة عمل.
وأشارت إلى أن عمل الرئيس الروسي اقتصر على تدابير متفرقة وكلمات عامة.
وبحسب الباحثة الروسية، فإن بوتن لا يريد أن يربط نفسه حاليا بأي إجراءات قاسية أو غير شعبية تاركا تلك الإجراءات إلى المسؤولين الأقل منه.
وكان من بين المسؤولين الذين فرضوا قيود مشددة ومثيرة للجدل، سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو، التي تعد بؤرة الفيروس الرئيسية في روسيا.
ومما يشير إلى خطور الوضع الصحي داخل روسيا، التفشي الأخير لفيروس كورونا في الصين، إذ قالت الأخيرة إن لديها حالات "مستوردة" من ورسيا.
ومن خلال تتبع عشرات الحالات في الصين، تبين أنها وصلت إلى مدينة شنغهاي قادمة من موسكو عبر رحلة جوية في 10 أبريل الجاري. كما تقاتل الصين لمكافحة الفيروس في مدينة حدودية مع روسيا، حيث تتنشر حالات العدوى المستوردة.
وقال بوتن إن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت روسيا قادرة على الحد من انتشار الفيروس، مشيرا إلى أنه لا يستبعد خيار اللجوء إلى الجيش إن لزم الأمر.