لا يميز فيروس كورونا المستجد بين دولة فقيرة وأخرى غنية، فسويسرا التي تعتبر بين الدول العشر الأكثر غنى في العالم تجد نفسها اليوم من بين الدول الأكثر تضررا من هذا الفيروس.
وهز تفشي وباء كورونا عرش النظام الصحي السويسري بشكل كبير، ودفع بمنظمات تحتضن جنيف مقراتها الرئيسية وتعمل عادة في مناطق الحروب والنزاعات إلى العمل على تقديم المساعدات داخل سويسرا نفسها.
وتعتبر جنيف الشريان الاقتصادي الأساسي لسويسرا، حيث تجمع بين الخدمات المصرفية وشركات التأمين من جهة، ومحلات الأزياء الفاخرة والساعات والمجوهرات من جهة ثانية، تتركز غالبيتها على ضفاف بحيرة ليمان التي لم تعرف مثيلا لهذا الهدوء من قبل.
هدوء قسري لم يستثني أي قطاع من الاقتصاد الذي يعتبر من بين الأكثر استقرارا في العالم، من بينها قطاع الصحة، الذي لم يتردد في طلب تدخل منظمات تعمل عادة في مناطق النزاعات والحروب.
هذا الأمر حصل مع مسؤول وحدة التدخل في مناطق النزاعات أو مناطق انتشرت فيها الأوبئة، حيث تم استدعاؤه إلى جنيف ليرأس وحدة تعمل في ظروف استثنائية.
وقال المسؤول باتريك فلايند لـ"سكاي نيوز عربية" إن "هذه الخبرة ضرورية هنا في سويسرا وأوروبا وفي كل مكان. ما يهمنا أن يحصل الجميع على العناية، لاسيما الأكثر عرضة غير المسجلين في النظام الصحي لسويسرا".
ويعمل فريق التدخل المؤلف من طبيب وممرضة ومسؤولة شؤون لوجستية، بدوام كامل، ضمن الهيكلية الطبية الموجودة في جنيف.
وبسيارتهم الخاصة المجهزة بكل المعدات، تقوم الوحدة بزيارة مرضى الفيروس في أي وقت أو الكشف على من تظهر عليهم أعراض كورونا تمهيدا لنقلهم الى المستشفى.
من جهتها، أوضحت الممرضة لوتشيا فرنانديز لـ "سكاي نيوز عربية": "معنا أدوات جاهزة من أجل حمايتنا وحماية المرضى، نعتمد على بروتوكول محدد لنحرص على أن الجميع محمي".
وحماية الجميع لا تبدو عملية سهلة أو مضمونة مع التفشي السريع لفيروس كورونا، حيث سجلت سويسرا أكثر من 24 ألف إصابة بـ"كوفيد-19"، إلى جانب أكثر من 800 وفاة.