فوجئ الإيرانيون بطلب وجهته السلطات الصحية في البلاد لعائلات ضحايا فيروس كورونا المستجد، بإبلاغ الحرس الثوري للحصول على شهادة وفاة وتنظيم عمليات الدفن، مما أثار جدلا في البلاد التي تشكل بؤرة للوباء في الشرق الأوسط، بشأن أسباب تدخل القوة العسكرية في مثل هذا الأمر، والأرقام الحقيقية لإصابات ووفيات كورونا.
وفي الرابع من أبريل الجاري، تم تسريب رسالة من السلطات الصحية في إيران، تقول إنه للحصول على شهادة وفاة لمن فقدوا حياتهم بسبب فيروس كورونا، أو لحالات الوفاة التي يشتبه بأن الفيروس سببا لها، فإنه يتعين على عائلات الموتى التواصل مع الحرس الثوري بالإضافة إلى وزارة الصحة.
وقال مستشار وزير الصحة، علي رضا وهاب زاده، لوكالة فارس الإيرانية، إن "قوات الباسيج يجب أن تشرف على عمليات الدفن، ولهذا فإنه من الواجب إبلاغ الحرس الثوري، ليتم أيضا إصدار شهادة الوفاة".
وذكر موقع راديو فردا، أن الرواية الرسمية تقول إن إشراف الباسيج على عمليات الدفن هو "للتأكد من عدم خرق عائلات الموتى للتباعد الاجتماعي، والحرص على عدم انتشار وباء كوفيد-19".
لكن الواقع أكد شيئا آخر، إذ يمكن لقوات الحرس الثوري أن تسجل أي شيء كـ"سبب للوفاة" على الشهادة، وبالتالي التلاعب في الأرقام الحقيقية لوفيات كورونا في البلاد.
وأكد راديو فردا أن تقارير ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة، كشفت أنه تم تسجيل "سبب الوفاة" في شهادات الوفاة لمن فقدوا حياتهم بالفيروس، بأنه "مضاعفات بالجهاز التنفسي"، بدلا من كورونا.
ومنذ انتشار الوباء وحصده آلاف الأرواح في إيران، وانتقاله منها إلى عدد من دول المنطقة، تعرضت السلطات الإيرانية لانتقادات تقول إنها تخفي العدد الحقيقي للإصابات والوفيات بكورونا.
ووفق الرواية الرسمية في إيران، فإن حصيلة وفيات كورونا ارتفعت، الجمعة، إلى 4232 شخصا، بعد تسجيل 122 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، إن عدد حالات الإصابة الجديدة بلغ 1972 حالة في الـ24 ساعة الماضية، ليصل الإجمالي إلى 68192 شخصا.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن هناك 3969 شخصا في حالة حرجة، مضيفا أن 35465 شخصا تعافوا من المرض، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
لكن وفقا لحصيلة أعدها راديو فردا، فإن حالات الإصابة بكورونا في إيران وصلت إلى نحو 100 ألف شخص، فيما فقد 7 آلاف شخص حياتهم.