تتكرر مشاهد الموت في الدول الأكثر تضررا من وباء كورونا المستجد، تحديدا في إسبانيا، حيث يفقد المئات حياتهم يوميا بسبب الفيروس، ولعل المشهد الأصعب هو اضطرار الكثيرين للاكتفاء بـ"جنائز السيارات" في ظل الحظر المفروض وأعداد الضحايا المتزايدة.
ومع الارتفاع الكبير في أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا في إسبانيا، فإن المواطنين أصبحوا أكثر التزاما بتعليمات الحجر الصحي المنزلي وإرشادات الوقياة لحماية أنفسهم وأحبائهم، فيما أغلقت معظم الكنائس أبوابها التزاما بأوامر الإغلاق.
وفي هذه الظروف، لم يعد أمام الكثير من الإسبانيين الذين خسروا أحباءهم، سوى الاكتفاء بـ"جنائز السيارات"، التي لا تتعدى مدتها 5 دقائق، بحضور 5 أشخاص أو أقل من عائلة المتوفي، حيث يرتدي معظمهم الكمامات والقفازات ويحافظون على مسافة آمنة بينهم.
وأمام مقبرة المودينا الشهيرة في العاصمة مدريد، حيث تقع 40 بالمئة من وفيات كورونا في إسبانيا، تتوقف السيارة التي تحمل نعش ضحية الوباء، ليخرج الكاهن الكاثوليكي، الأب إدوار، لإجراء مراسم سريعة، قبل أن يتم إخراج النعش من السيارة ونقله لدفن الجثة أو إحراقها.
ولا تكاد تمضي دقائق، حتى تصل سيارة أخرى تحمل نعشا آخر، لتتكرر المشاهد المأساوية، بحضور عدد قليل من عائلة المتوفي، فيما يحاول آخرون المشاركة في مراسم الجنازة من خلال مكالمات الفيديو لوداع أحبائهم، حسب ما ذكر موقع "سي إن إن".
يشار إلى أن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا تراجع في إسبانيا، الاثنين، لليوم الرابع على التوالي، مما رفع الآمال في انحسار الفيروس في ثاني بلد في عدد الوفيات عالميا بعد إيطاليا.
وقالت السلطات الإسبانية، الاثنين، إنها سجلت وفاة 637 مريضا، لينخفض عدد الحالات من 674 وفاة الأحد، و809 السبت، و932 الجمعة. وبهذا فإن العدد الإجمالي للوفيات بلغ 13055.