تصاعد القلق العالمي من انتشار فيروس كورونا خارج الصين بعد ارتفاع حاد في عدد الإصابات بكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران.
ورفعت كوريا الجنوبية حالة التأهب بعد وصول عدد الإصابات إلى أكثر من 600 شخص وتسجيل ست حالات وفاة.
وفي إيطاليا، قال مسؤولون إن مصابا ثالثا بالفيروس توفي بينما قفز عدد المصابين ليتجاوز 150 من ثلاثة فقط قبل يوم الجمعة.
وأغلقت السلطات البلدات الأكثر تضررا وحظرت التجمعات العامة في معظم أنحاء الشمال، بما في ذلك تعليق الكرنفال في البندقية، حيث كانت هناك حالتان، لمحاولة احتواء أكبر تفش في أوروبا.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يثق في السلطات الإيطالية. وقال مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد باولو جنتيلوني للصحفيين "نشارك (الإيطاليين) القلق من تفش محتمل (لكن) ليست هناك حاجة للذعر"
وزعمت إيران عن وجود 43 حالة إصابة وثماني وفيات منذ يوم الثلاثاء. وكانت معظم الإصابات في مدينة قم.
وفرضت دولا إقليمية عدة قيودا على السفر إلى إيران بينما حثت أخرى مواطنيها على الابتعاد عن البلدان التي تسجل مستويات إصابة مرتفعة وقالت إنها ستفرض حجرا صحيا على الوافدين من تلك الدول.
وأودى الفيروس بحياة 2442 شخصا في الصين التي أعلنت عن تسجيل 76936 حالة إصابة مما أثر على ثاني أكبر اقتصاد بالعالم. وانتقل الفيروس إلى نحو 28 دولة ومنطقة وأودى بحياة زهاء 24 شخصا وفقا لإحصاء رويترز.
وقال بول هنتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية "على الرغم من الانخفاض المستمر في الحالات المسجلة من الصين، فقد شهد اليومان الأخيران قلقا بالغا من التطورات في أماكن أخرى من العالم".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن نسبة الوفيات بالفيروس تصل إلى اثنين بالمئة بين المصابين مشيرة إلى أن كبار السن والمرضى هم الفئة الأضعف. وذكرت المنظمة أمس السبت أنها تشعر بقلق لرصد حالات إصابة ليست على صلة واضحة بالصين.
الحالة شديدة ومعقدة
في الصين، التي شهدت تسجيل أغلب الحالات، أعلنت السلطات عن رصد 648 حالة جديدة وهو أعلى من اليوم السابق لكنها أوضحت أنها سجلت 18 حالة فقط خارج إقليم هوبي، موطن الفيروس، وذلك في أدنى عدد خارج الإقليم منذ بدأت السلطات إعلان البيانات قبل شهر.
ونقل التلفزيون الرسمي عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله إن الإجراءات التي اتخذتها الصين للتعامل مع انتشار الفيروس ثبتت فعاليتها لكنه أوضح أن المعركة لا تزال في مرحلة حرجة.
وقال شي "في الوقت الراهن، لا تزال الحالة الوبائية شديدة ومعقدة، وأعمال الوقاية والسيطرة في أصعب مراحلها".
وحث التلفزيون الرسمي السكان على تجنب الاطمئنان الزائد بشأن انحسار المرض وحذر من وجود تجمعات في أماكن عامة ومواقع سياحية دون ارتداء الكمامات الواقية.
وقال رئيس كوريا الجنوبية إن الحكومة رفعت مستوى التأهب إلى أعلى درجة لتسمح للسلطات بإرسال موارد إضافية إلى مدينة دايجو ومنطقة شيونجدو اللتين جرى تصنيفهما يوم الجمعة ضمن "مناطق رعاية خاصة".
وأعلن مسؤولو الصحة تسجيل 169 حالة إصابة جديدة ليصل العدد الإجمالي إلى 602 حالة وذلك بواقع الضعف منذ الجمعة وحتى السبت.
وأكثر من نصف الحالات الجديدة مرتبطة بكنيسة في دايجو بجنوب شرق البلاد بعد اكتشاف إصابة امرأة عمرها 61 عاما حضرت أكثر من قداس. ولم تسافر المرأة للخارج في الفترة الأخيرة.
الأثر الاقتصادي
كانت الآثار المحتملة للفيروس على الاقتصاد حاضرة في اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين بالرياض.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي إن فيروس كورونا سيقلص على الأرجح النمو الاقتصادي في الصين هذا العام إلى 5.6 بالمئة، نزولا عن توقعاته في شهر يناير 0.4 نقطة مئوية، وسيخفض النمو العالمي 0.1 نقطة مئوية.
وسلط شي الضوء على أهمية مكافحة الوباء في العاصمة بكين التي طلبت في الآونة الأخيرة وضع الأشخاص الذين يصلون من أماكن أخرى في الصين في الحجر الصحي في منازلهم لمدة 14 يوما.
وقال إن ذلك سيكون له تأثير كبير نسبيا، لكن قصير الأجل على الاقتصاد، وإن بكين ستكثف الإجراءات السياسية للمساعدة في تخفيف حدة التأثر.
وفي اليابان حيث تواجه الحكومة تساؤلات متزايدة بشأن ما إذا كانت تتخذ إجراءات كافية لمواجهة الفيروس، أكدت السلطات وصول عدد الإصابات إلى 773 شخصا بحلول مساء الأحد كان معظمهم ضمن ركاب السفينة السياحية دايموند برنسيس التي خضعت لحجر صحي قرب طوكيو. وتوفي راكب ياباني ثالث في الثمانينات من العمر.
وقالت السلطات البريطانية إن الفحوص أثبتت إصابة أربعة مسافرين بالفيروس بعد إجلائهم من السفينة.