في أواخر العام الماضي، أصيب المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية، بيرني ساندرز، بأزمة قلبية، ثم تعافى وعاد إلى خوض المنافسة السياسية، لكن حالته أثارت قلقا بشأن قدرته البدنية على تولي المنصب، لا سيما أنه في الثامنة والسبعين من العمر.

أما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي سيخوض السباق الرئاسي عن الحزب الجمهوري، فأكد في نوفمبر 2019، أنه يتمتع بصحة "جيدة جدا"، عقب خضوعه لفحص طبي روتيني في مركز "ووتر ريد" الطبي بالعاصمة واشنطن.

ويرى الأخصائي في صحة القلب والعقيد في الحرس الوطني الجوي بولاية كاليفورنيا، جون ساتوس، أنه من حق الناخبين الأميركيين أن يكونوا على اطلاع كاف بشأن صحة مرشحي الرئاسة، وفق ما صرح لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الاثنين.

وأورد الطبيب الذي يعمل جراحا، أن عدة أسئلة تطرح بشأن صحة ساندرز الذي لمع نجمه، مؤخرا، إثر الفوز في الانتخابات التمهيدية بولايتي أيوا ونيو هامبشير، وهذا الأمر يجعل منه منافسا محتملا بقوة للرئيس ترامب.

وأشار إلى أن التقارير التي كتبها أطباء عسكريون، مؤخرا، بشأن صحة الرجلين؛ أي ساندرز وترامب، لا تقدم صورة واضحة للناخبين، والسبب هو غياب سجل طبي تفصيلي يشيرُ إلى المضاعفات المحتملة في المستقبل لبعض الأعراض.

أخبار ذات صلة

بعد الأزمة القلبية.. ساندرز يعود لسباق البيت الأبيض

تفاصيل مفقودة

وذكر أن التقريرين، حرصا على تجاهل بعض التفاصيل، رغم أن الأطباء يفطنون إليها دائما، أي أنهم لم يضعوا توقعات لما يمكن أن تؤول إليه صحة الرجلين في المستقبل القريب.

ويضرب الأكاديمي الأميركي، مثلا على هذا التقصير في التقرير الطبي، بالصمت على التبعات المحتملة لاضطراب الشريان التاجي لدى ساندرز، رغم أن هذا هذه التبعات قد توضح مدى احتمال إصابته بأزمة قلبية أخرى في المستقبل.

أما التقرير الذي جرى إعداده حول ترامب فأشار إلى عدد من أعراض القلب والأوعية الدموية، لكنه لم يوضح ما إذا كان الرئيس يعاني آلاما في الصدر أو اضطرابا في الذراع الأيسر، وهما أمران ينذران بأزمة القلب في العادة.

ويقول الطبيب العسكري، إن الناخبين في حاجة إلى هذه المعلومات الحساسة، حتى يحددوا من بوسعه أن يقود البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة، لاسيما أن أي اضطراب صحي سيؤثر بشدة على أداء الرئيس لمهامه في البيت الأبيض.

أخبار ذات صلة

ساندرز "غير مقتنع" بقدرة بلومبرغ على بلوغ البيت الأبيض

ما يقوله الدستور الأميركي

وأضاف أن مهام الرئيس المحددة في الدستور الأميركي هي المؤهلة لتحدد ما ينبغي الكشف عنه أمام الرأي العام، وما يتوجب أن يحاط بالسرية حين يتعلق الأمر بصحة الرئيس أو الشخص المرشح للرئاسة.

وأشار إلى أن هذه المهام المحددة في الدستور لا تتطلب سوى أربع قدرات بدنية بسيطة؛ وهي القابلية لتلقي المعلومة عن طريق البصر والسمع وحفظ المعلومة في الدماغ، والقدرة على التواصل بشأن القرارات على نحو واضح، ثم الوجود على قيد الحياة.

وتبعا لذلك، فإن كل ما بوسعه أن يؤثر على هذه الأمور الأربعة، خلال السنوات الأربع المقبلة، ينبغي أن يكون واضحا أمام الناخبين الأميركيين، بحسب الطبيب، لاسيما أن عددا من الوظائف التي تقل أهمية عن منصب الرئيس، تشترط درجة عالية من السلامة الصحية.

وفي مجال الطيران، مثلا، تحدد القوات الجوية مئات الاضطرابات الصحية التي تؤثر على الوظائف البدنية الأربع المشار إليها، ثم تستوجب استبعاد مراقبي الجو من وظائفهم في حال أصيبوا بها.

وقال الطبيب الأميركي إنه يقترح سن قانون يطالب الرئيس والمرشح للرئاسة بأن يكشف علنا عن أي اضطراب صحي لا يؤهلهم لأن يصبحوا مراقبين جويين، لكن هذه الشروط لا تشمل فقط الأمراض المتعلقة بالعظام والعضلات، وهذا يعني مطالبة المرشحين بدرجة كبيرة من الأهلية الصحية.