فرضت السلطات في العاصمة الصينية بكين حجرا صحيا ذاتيا لمدة 14 يوما على العائدين إلى المدينة بعد انقضاء العطلات وذلك للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا الجديد وهددت بمعاقبة المخالفين.
ولم يتضح بعد كيف ستطبق السلطات القيود الجديدة التي نشرتها صحيفة بكين ديلي الرسمية وما إذا كانت ستنطبق على غير المقيمين في بكين أو الأجانب الوافدين من الخارج.
وأقر وزير الخارجية الصيني في مقابلة بالتحدي الكبير الذي يمثله فيروس كورونا لبلاده لكنه دافع عن إدارة بكين للأزمة الناجمة عن الوباء وانتقد مبالغة الدول الأخرى في رد الفعل.
وقال وانغ يي إن الصين اتخذت أكثر الإجراءات صرامة وحسما لمكافحة هذا الوباء إذ تجاوزت العديد من إجراءات اللوائح الصحية الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية.
وأضاف "من خلال جهودنا .. الوباء تحت السيطرة بشكل عام".
ويكابد الاقتصاد الصيني لمعاودة نشاطه بعد عطلة العام القمري الجديد التي جرى تمديدها عشرة أيام في مسعى لاحتواء انتشار الفيروس الجديد شديد العدوى الذي يصيب الجهاز التنفسي.
وأعلنت السلطات عن 5030 حالة جديدة في بر الصين الرئيسي منها أكثر من 120 حالة وفاة مما يرفع عدد الإصابات إلى 63851 حالة وعدد الوفيات إلى 1380 شخصا.
وقال آدم كامرات-سكوت خبير الأمراض المعدية في مركز دراسات الأمن الدولي بجامعة سيدني إن الأرقام لا تدل على أن انتشار الفيروس يقترب من ذروته.
لكن مصادر قالت إنه في ظل تأثر 500 مليون شخص بقيود على الحركة والسفر فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ حذر كبار المسؤولين قبل أيام من أن الجهود الهادفة لاحتواء الفيروس قد تجاوزت المدى وأنها تهدد الاقتصاد.
وفي مدن مثل بكين وشنغهاي مركز الأعمال ظلت الشوارع ومحطات قطارات الأنفاق مهجورة إلى حد كبير كما كانت الكثير من المتاجر والمطاعم خاوية أو مغلقة.
وتمكن الموظف الحكومي جين يانغ (28 عاما) من الوصول إلى عمله في بكين لكنه وجده "أبعد ما يكون عن الطبيعي".
وجرى حظر الغداء في القاعات واستبدل بوجبات محفوظة في صناديق يتم تناولها على المكاتب. وتجرى الاجتماعات على الإنترنت كما يتعين على الموظفين ارتداء أقنعة الوجه طوال اليوم والإبلاغ عن درجات حرارتهم مرتين يوميا.
ورغم تسجيل أغلب حالات العدوى والوفيات في الصين إلا أنه جرى الإعلان عن زهاء 450 حالة في نحو 24 دولة ومنطقة خارج البر الرئيسي للصين منها ثلاث حالات وفاة.
وأكدت اليابان أول حالة وفاة الخميس وتوفي شخص في هونغ كونغ وشخص آخر في الفلبين.
المساعدة الذاتية في ووهان
تشهد مدينة ووهان التي يقطنها 11 مليون نسمة وهي بؤرة انتشار الفيروس أكبر مشكلة.
وفي ظل توقف وسائل النقل العام وسيارات الأجرة وخدمات مشاركة الركوب داخل المدينة، يقوم سائقون متطوعون بالرد على طلبات على مجموعات رسائل خاصة لنقل الأطقم الطبية وغيرهم من أصحاب المهن الحيوية من وإلى العمل مخاطرين بصحتهم.
وتبلغ نسبة قتلى الفيروس اثنين بالمئة من المصابين لكنه قادر على الانتشار بدرجة أسرع من أي فيروس تنفسي آخر ظهر في هذا القرن.
ونقلت صحيفة بكين ديلي عن إخطار من مجموعة العمل للوقاية من الفيروس في بكين "من الآن فصاعدا، ينبغي لكل العائدين إلى بكين المكوث في المنزل أو الانضمام لملاحظة جماعية لمدة 14 يوما اعتبارا من يوم الوصول. ستتم محاسبة كل من يرفض الملاحظة المركزية أو المنزلية وغيرها من إجراءات المكافحة والوقاية وفقا للقانون".
تباطؤ
قال خبراء في الاقتصاد إن التباطؤ الاقتصادي بالصين سيكون قصير المدى إذا تم احتواء الفيروس لكنهم توقعوا أن تسجل في هذا الربع أقل معدل نمو منذ الأزمة المالية العالمية.
وذكر أكبر اتحاد لصناعة السيارات في الصين أن من المرجح أن تشهد سوق السيارات بالبلاد، وهي الأكبر في العالم، تراجعا في المبيعات بأكثر من عشرة بالمئة في النصف الأول من العام بسبب الفيروس.
وقال مسؤولان محليان في فيتنام إن السلطات فرضت حجرا صحيا لمدة عشرين يوما على منطقة سون لوي الريفية قرب العاصمة هانوي حيث رُصدت 11 من 16 حالة إصابة بالبلاد.
وأضر الفيروس بشدة بصناعة ركوب السفن السياحية العالمية التي تقدر بنحو 46 مليار دولار.
وسجلت سفينة سياحية تخضع لحجر صحي في ميناء ياباني أكبر عدد للإصابات بالفيروس خارج الصين بلغ 218 حالة.