في حي فقير بمدينة إسطنبول، أخلت السلطات التركية مئات السكان من منازلهم قبل سنوات، تمهيدا لمشروع "التحول الحضري" الذي تعثر لاحقا.
وكانت هذه المنازل، الواقعة في حي فيكيرتيبي في الجزء الآسيوي من إسطنبول، تواجه خطر الانهيار بسبب قدمها وتهالك بنائها.
لكن الفقر دفع مئات الأتراك، وغيرهم من الأجانب إلى العودة إليها، بسبب انخفاض إيجاراتها، وفق تقرير حديث لصحيفة "حرييت" التركية، حذر من "سيناريو كارثي" في المدينة.
ومما يزيد المخاطر أمام هؤلاء، وقوع تركيا على حزام الصدع الزلزالي، وهو ما يعني أن خطر وقوع الزلزال ممكن في أي وقت، كما حدث الشهر الماضي حيث قتل العشرات في هزة أرضية قوية.
وتفتقر المباني في حي فيكيرتيبي إلى مقاومات الزلزال، مما يعني أن خطر الانهيار كبير إذا حدثت هزة حتى لو لم تكن بالقوة الكافية.
وكان خبراء أتراك حذروا من احتمال وقوع زلزال كبير في إسطنبول قريبا، وقالوا إن الحي المذكور بات الحاجة ملحة وضرورية لاتخاذ خطوات احتياطية لازمة لمواجهة مخاطر الانهيار.
وقال صالح أكين، أحد سكان الحي للصحيفة: "هل سنبقى هنا لو كان لدينا مكان آخر نذهب إليه؟ ازدادت مخاوفنا مع الزلزل الأخير. نراقب أطفالنا في الليل خوفا من انهيار المنزل".
وقال ساكن آخر، يدعى أحمد أولوكاك، إنه "يعيش مع الخوف من الموت كل يوم".
وتتراوح الإيجارات في هذا الحي الفقير بين 400 و800 ليرة تركية (67-134 دولارا) شهريا، في حين يبلغ الإيجار في المنازل الجديدة 4500 ليرة تركية ( 750 دولارا).
ويقول الناطق باسم الحي إنجين أكزيل، إن حوالى 25 ألف شخص يعيشون حاليا في مبان معرضة لخطر الانهيار، مشيرا إلى أن نحو 60 ألف شخص من سكان الحي وقعوا ضحية المشروع الذي أفلس المقاولون المشاركون فيه.
وكان على غالبية السكان مغادرة الحي بسبب المشروع، لكن مع تعثره عادوا إلى منازلهم القديمة بعدما واجهوا صعوبات في دفع إيجارات مساكن جديدة، أو عملوا على تأجير منازلهم القديمة وفق المتحدث باسم الحي.