أعلن مجلس الشورى الإيراني، الأحد، دعمه للحرس الثوري في واقعة إسقاط الطائرة الأوكرانية، مشددا على أنه "لن يسمح باستغلال واستثمار قضية سقوط الطائرة ضد إيران"، وذلك بالرغم من الاعتراف الإيراني الرسمي بالتسبب في سقوطها.
وظلت إيران أياما تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة الذي وقع الأربعاء الماضي، وأدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها.
والسبت، اعترفت إيران أخيرا بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ أطلقته قوات الحرس الثوري، بعد تصاعد الضغط الخارجي على طهران.
بعد "الحلاوة"
وأصدر البرلمان الإيراني بيانا، الأحد، حاز على إمضاء 186 نائب، أكد فيه على "عدم السماح باستغلال واستثمار قضية سقوط الطائرة الأوكرانية ضد إيران"، مظهرا دعمه للحرس الثوري، حتى بعد الكارثة التي تسبب بها.
وقال البيان: "بعد الحلاوة التي أذاقها هذا النصر لعشرات الملايين من الإيرانيين (في إشارة إلى الضربات الإيرانية لقواعد تضم جنودا أميركيين في العراق، لم تسفر عن وقوع أي ضحايا)، جاء نبأ سقوط الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها مواطنون إيرانيون وغير إيرانيين، ليتسبب بحجم كبير من الألم والحزن في القلوب".
وأضاف: "نواسي ذوي الضحايا وأسرهم ونشاركهم حزنهم، ونطلب من الشعب الإيراني المشاركة في تأبين هؤلاء الأعزاء".
وتابع البيان: "نشكر الحرس الثوري ورفاق قاسم سليماني في الحرب، على تحمل المسؤولية وإعلانهم بكل صراحة بأن حادث إسقاط الطائرة كان خطأ بشريا".
وأضاف النواب في البيان: "نعلن من هنا ونحن واقفين إلى جانب عوائل الشهداء، نعلن للولايات المتحدة ولكل الذين يتربصون لأي فرصة لتوجيه ضربة إلى الشعب الإيراني ، بأننا لن ننسى أننا في مواجهة مع أميركا، ولن نسمح بأن يستغل الأعداء خطأ ارتكبه أحد أعضاء الأسرة".
واختتم البيان بالتأكيد على "دعم حرس الثورة كمؤسسة ثورية، ولبرامجها وإجراءاتها الرامية إلى حماية الشعب الإيراني".
غضب شعبي
يذكر أن هذا "الخطأ البشري" الذي يتحدث عنه البيان ويدعمه، أدى إلى مقتل البالغ 176 شخصا، هم 82 إيرانيا، و63 كنديا، و11 أوكرانيا، و10 سويديين، و4 أفغان، و3 ألمان، و3 بريطانيين.
ورغم هذا الدعم الرسمي، فإن حال الشعب الإيراني يختلف تماما، إذ خرجت حشود من الطلاب في جامعات إيرانية مرددين شعارات ضد النظام الحاكم، الأحد، وذلك ضمن احتجاجات كبيرة في البلاد بعد اعتراف الحرس الثوري بإسقاط الطائرة.
من جانبه، هدد الحرس الثوري الإيراني، على لسان ممثل المرشد الأعلى علي شيرازي، بفض الاحتجاجات بالقوة في حال لم تتوقف، كما وصف المحتجين بالتبعية لأميركا وإسرائيل، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.