كشف جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، الخميس، عن برنامج حزبه الانتخابي، وعرض خططه "الجذرية" لتغيير شكل بريطانيا بزيادات في أجور العاملين بالقطاع العام، وزيادات ضريبية على الشركات، وتأميم كاسح لمرافق البنية التحتية.
ويواجه الناخبون البريطانيون الآن خيارا بين برنامجين غاية في الاختلاف في الانتخابات التي تجري في 12 ديسمبر، الأول خطة كوربين لتطبيق برنامج اشتراكي في بريطانيا بما يعنيه ذلك من تأميم واسع النطاق وتقديم خدمات عامة مجانية، والثاني حملة رئيس الوزراء بوريس جونسون لتحقيق انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في غضون بضعة أشهر وبناء "اقتصاد نشط يقوم على قوى السوق".
وأطلق كوربين خططه التي وصفها بأنها "ثورة صناعية خضراء" و"برنامج من أجل الأمل" في مدينة برمنغهام بوسط إنجلترا قائلا، إن حزب العمال وحده هو الذي يستطيع أن يتحدى الوضع الراهن، بمحاربة "المصرفيين والمليارديرات والمؤسسة" من أجل المواطن العادي، وفق ما نقلت "رويترز".
ويأمل كوربين الذي يتخلف في استطلاعات الرأي عن حزب المحافظين أن تطغى رسالة التغيير التي أطلقها على انتقادات لموقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويقول بعض أعضاء حزب كوربين إن خططه تفتقر إلى الوضوح الذي تعهد به جونسون لإنجاز الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وقد وعد الحزبان العمال والمحافظين بإنهاء التقشف الاقتصادي، وإنفاق المزيد على الخدمات العامة قبل الانتخابات التي ستحدد مصير انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي من عدمه وتوقيته.
وأوضح برنامج حزب العمال تدابير لجمع إيرادات إضافية قدرها 82.9 مليار جنيه إسترليني تعادل إنفاقا إضافيا بالقيمة ذاتها.
مشادات واتهامات متبادلة
وتواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساء الثلاثاء مع زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربين، في مناظرة تلفزيونية هي الأولى بينهما.
وقال رئيس الوزراء البريطاني المحافظ: "لنضع حدا للمراوغات والمماطلات، والمأزق والانقسامات".
ويعوّل جونسون، الذي وصل إلى السلطة أواخر يوليو، على الانتخابات المقبلة للحصول على غالبية برلمانية بعدما أفشل البرلمان وعوده في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي أرجئ حتى أواخر يناير.
وأضاف جونسون: "ما أن نتمكن من تمرير هذا الاتفاق في البرلمان، ويمكننا ذلك في الأسابيع المقبلة، يمكننا التصدي لأولويات الشعب".
من جانبه قال كوربين: "لن تنجحوا في ذلك في بضعة أشهر وتدركون هذا الأمر تماما“، معتبرا أن الأمر سيستغرق "على الأرجح سبع سنوات من التفاوض لإنجاز اتفاق تجاري".
واتهم كوربين رئيس الوزراء بعقد "اجتماعات سرية" مع الولايات المتحدة لفتح قطاع الصحة العامة جزئيا أمام شركات الأدوية الأميركية، ورد جونسون معتبرا الأمر "مختلقا بالكامل".
وهاجم جونسون زعيم حزب العمال على خلفية تردده في ملف بريكست، ورد كوربين "الأمر واضح جدا"، مضيفا: "ثلاثة أشهر للتفاوض على اتفاق بريكست جديد" و"ستة أشهر (لإجراء) استفتاء" يتيح للبريطانيين الموافقة عليه أو البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي سجالا حادا بين الحزبين اللذين اعتبر كل منهما مرشحه فائزا في المناظرة.
واستمرت المناظرة ساعة واحدة، وهي الأولى المتلفزة التي تجمع زعيمي الحزبين الأكبر في بريطانيا، وسط استياء الأحزاب الاخرى الأقل تمثيلا ولا سيما الحزب الليبرالي الديمقراطي والحزب القومي الأسكتلندي المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي.