أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عددا محدودا من الجنود الأميركيين سيبقون في سوريا، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط.
وقال الرئيس الأميركي "لقد ساعدنا الأكراد" على وقع انتقادات دولية كثيفة طاولته منذ إعلان سحب الجنود الاميركيين، لكنّه كرر أن الأكراد "ليسوا ملائكة"، مضيفا ""لم نقطع يوما تعهدا للأكراد بأننا سنبقى للأربع مئة سنة المقبلة لحمايتهم".
وأشار ترامب إلى أن "العدد المحدود" من القوات الأميركية سينتشر في جزء مختلف تماما من سوريا بالقرب مع حدودها مع الأردن وإسرائيل، مؤكداً أن مجموعة أخرى من الجنود ستقوم بـ"حماية النفط".
وقال ترامب "لدينا جنود في قرى في شمال شرق سوريا قرب حقول النفط. هؤلاء الجنود المتواجدون في تلك القرى ليسوا في طور الانسحاب".
وأضاف في البيت الأبيض "قلت دائماً: +إذا كنا سننسحب فلنحم النفط+"، ملاحظاً أنّ الولايات المتحدة "يمكن أن ترسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك في شكل صحيح".
وأكد ترامب أن عملية حماية الموارد النفطية في المنطقة ستضخ أموالا للأكراد.
غير أنّ المبعوث الخاص السابق للرئاسة الأميركية إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بريت ماكغورك سارع إلى إعلان رفضه لهذه الفكرة، مؤكّداً أنّه من "غير القانوني" القيام بذلك.
وقال الدبلوماسي السابق الذي استقال في ديسمبر 2018 احتجاجاً على إعلان ترامب حينذاك، لأول مرة، عن عزمه على سحب القوات الأميركية من سوريا "لا يمكننا استغلال هذه الموارد النفطية، إلا إذا أردنا أن نصبح مهرّبين".
وأوضح أنّ النفط السوري ملك لشركة نفطية عامة "شئنا أم أبينا".
وأضاف "هذا لا يعني أنّ قوات سوريا الديموقراطية لا يمكنها استغلاله وكسب المال منه، لكنّ هذا تهريب".
إلا أن ترامب قال إنه يتعاطف مع موقف أنقرة التي تعتبر أن الأكراد السوريين يرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني داخل أراضيها وهم بالتالي يشكّون تهديدا أمنيا لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن تركيا كانت تنوي منذ فترة طويلة شن عملية عبر الحدود لإخراج القوات الكردية من المنطقة الأمنية، وهو ما يصفه نقاد بأنه حملة تطهير عرقي.
وقال ترامب إنه قرر عدم إبقاء العناصر الأميركيين هناك وسط المعارك.
وتساءل "لمَ قد نترك جنودنا وسط مجموعتين كبيرتين تخوضان قتالا من المحتمل أن يشارك فيه مئات الآلاف؟ لا أظن ذلك".