يقول متابعون للشأن السوري إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "باع" الأكراد، عندما فتح الباب قبل نحو أسبوعين أمام نظيره التركي رجب طيب أردوغان لشن عمليات عسكرية على مناطقهم شمال شرقي سوريا.
ولهذا الطرح الذي يؤيده كثيرون في الولايات المتحدة وسوريا، وحتى في تركيا، دلائل، أهمها قرار ترامب بسحب جنوده من المنطقة، فضلا عن تصريحاته بشأن الأكراد خلال الأيام الأخيرة، حتى إن كانت تحمل مغالطات أو مبالغات.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأميركي أدلى مؤخرا بـ6 تصريحات مضللة أو مغلوطة فيما يخص الأكراد، أو العدوان التركي الذي يتعرضون له في الشمال السوري.
وبحسب المصدر، فإن ترامب زعم أن الجنود الأميركيين في سوريا ظلوا في مأمن من العملية العسكرية التركية، وهو أمر غير صحيح، لأن تركيا هاجمت أماكن قريبة من قاعدة أميركية.
وأضافت أن ترامب يتحدث، على خلفية الغزو التركي، عن هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي بنسبة مئة في المئة، وهو أمر غير دقيق أيضا، لأن "الدولة المزعومة" لم تعد قائمة، لكن المتشددين ما زالوا يحاولون رص صفوفهم والانبعاث مجددا.
كما صرح ترامب، مؤخرا، خلال مؤتمر صحفي بأن عناصر حزب العمال الكردستاني أكثر إرهابا من تنظيم "داعش"، وهو تقدير "مبالغ" حسب "واشنطن بوست"، ويتماشى مع وجهة نظر أنقرة.
وتقول تركيا إن قوات سوريا الديمقراطية التي خاضت حربا شرسة ضد "داعش" في شمال شرق سوريا، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يسعى للانفصال عن تركيا.
وأوردت "واشنطن بوست" أن الخبراء يعتبرون هذا التقدير بعيدا عن الواقع، لأن تهديد "داعش" لا يزال خطرا على العالم بأسره، أما هجمات حزب العمال الكردستاني فتقتصر على تركيا.
وفي تصريح آخر، قال ترامب إن "الأكراد ليسوا بملائكة"، وهذا الأمر صحيح من حيث المبدأ بحسب خبراء، لأن المقاتلين تورطوا في بعض الانتهاكات، لكن ما أغفله الرئيس الأميركي هو أن نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تورط في الشيء نفسه لكنه حظي بالمديح من الجانب الأميركي.
أما قول ترامب إن الأكراد باتوا أكثر أمانا في الوقت الحالي لأنهم يعرفون كيف يقاتلون فيجانب الصواب أيضا، بحسب الصحيفة، لأن الانسحاب الأميركي من الشمال السوري جعل الأكراد، بما في ذلك المدنيين، أكثر عرضة للعدوان التركي.
كما يرى خبراء أن ترامب قدم تقديرا "مضللا وغير دقيق" عن العملية العسكرية، حين شبه ما يجري بين الأكراد وتركيا بشجار بين طفلين، فيما ينذر العدوان الجاري في المنطقة بتداعيات خطيرة على المنطقة والاستقرار الدولي بشكل عام.