قال الداعية التركي، فتح الله غولن، إن الرئيس رجب طيب أردوغان يستغل الشعارات الدينية من أجل شرعنة الفساد في البلاد، مؤكدا على خطورة أنصار "الإسلام السياسي" على المجتمعات.
وأضاف غولن في مقابلة مع قناة "TEN" المصرية أن "فرض المعتقدات والتصورات التي يتبناها أنصار الإسلام السياسي على المجتمعات التعددية من شأنه أن يخلق اضطرابات ويحدث نزاعات فيها، وهو ما يجري حالياً في تركيا".
وتابع غولن: "لقد غلفوا الأمور بالشعارات الإسلامية، واستخدموها بضاعة رخيصة لضمان بقائهم في السلطة ولإضفاء الشرعية على فسادهم وحياتهم المترفة".
وأشار غولن إلى أن نظام أردوغان وأنصاره "ظهروا على حقيقتهم خلال تحقيقات الفساد والرشوة في 17-25 ديسمبر 2013. لقد ظهرت الرشوة واللصوصية وظهر فسادهم رغم ادعاءاتهم بأنهم إسلاميون".
وأشاد غولن "بما تقدمه مصر من نموذج يحتذى به في الاعتدال والتوازن السياسي، فضلا عن أنها تحتل مكانة مهمة في تاريخ العالم الإسلامي" مبديا استغرابه من تعامل أردوغان مع القاهرة بهذه الطريقة.
وقال إن "الشعب المصري يُكن للشعب التركي محبة عميقة ويتعاطف كلا الشعبين مع بعضهما. أما المسؤولون الأتراك فهم ميالون بطبيعتهم إلى الخوض في جدليات مع نظرائهم المصريين انطلاقا من الاعتبارات السياسية".
وأضاف: "لا تزال هذه الجدليات مستمرة حتى اليوم. وأعرب بعض المسؤولين الأتراك في مناسبات مختلفة عن رغبتهم في تجديد العلاقات بين مصر وتركيا مرة أخرى وعودتها إلى طبيعتها".
وأعرب غولن عن أمله في عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة إلى ما كانت عليه في السابق، إلا أنه استدرك قائلا: "لكن في ظل وجود أمثال هؤلاء المسؤولين الأتراك في السلطة لا تزال هذه الأمنيات صعبة، إن لم نقل مستحيلة، فهم متقلبون، كثيرو التحول".
وأوضح عولن أنه منذ وصول أردوغان إلى الحكم اتخذ من "الخدمة"، وهي مؤسسات تعليمية وخدمية يديرها غولن، هدفا وبدأ في تقويض مؤسساتها التربوية والتعليمية، فأغلق معاهد التحضير الجامعي والمدارس والجامعات الخاصة.
وأضاف: "لقد قوض تلك المؤسسات لا لشيء إلا لأنها لم تخضع لأجندته الداخلية والخارجية. نعم، لقد اعترف بذلك، اعترف بأنه غيّر 3 وزراء من أجل إغلاق هذه المؤسسات".
وأكد غولن أن أردوغان لم يكتف باستهداف مؤسسات "الخدمة"، بل كان هدفه "السيطرة على القوات المسلحة وإعادة هيكلتها لصالحه".