يحتضن البيت الأبيض، الجمعة، اجتماعا لتدارس خيارات الرد على إيران، بعد الاتهامات الموجهة لها بالوقوف وراء استهداف منشأتي النفط التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية.
وسيعرض المسؤولون العسكريون الأميركيون من "البنتاغون" على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مجموعة من الخيارات العسكرية بما فيها قائمة بالأهداف المحتملة داخل إيران.
وتشير مصادر أميركية إلى أن قرار توجيه ضربة لإيران، متوقف على نتائج التحقيقات الجارية بشأن هجوم "أرامكو".
ويأتي الاجتماع بعد تأكيد مسؤولين أميركيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو أن ثمة ما يشير إلى أن إيران تقف وراء الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين الأسبوع الماضي.
وأشار وزير الخارجية الأميركي، الخميس، إلى أن الولايات المتحدة تريد حلا سلميا في المنطقة، لكن إيران تواصل تهديداتها بالحرب، مشددا في الوقت نفسه على أن العقوبات الأميركية على نظام طهران ستشتد.
وأضاف بومبيو: "رأينا ما حصل عندما تم الاعتداء على أكبر شركات الطاقة في العالم"، في إشارة إلى الاعتداء الذي طال معملي شركة أرامكو السعودية النفطية، الأسبوع الفائت.
وأدان كلا من بومبيو ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، ووصفاه بأنه "عمل حرب".
وقال بنس إن ترامب "سوف يراجع الحقائق، وسيتخذ قرارا بشأن الخطوات المقبلة. لكن الشعب الأميركي يمكن أن يكون واثقا من أن الولايات المتحدة الأميركية ستدافع عن اهتمامنا بالمنطقة، وسنقف مع حلفائنا".
تورط إيراني
واستهدفت هجمات في الـ14 من سبتمبر، معملين تابعين لشركة "أرامكو"، وكشفت السعودية بالأدلة الدامغة أن الهجوم لم ينطلق من اليمن، رغم الانطباع الذي أشاعته إيران.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي عقد بالرياض الأربعاء، إن الهجوم الإرهابي تم بواسطة 7 صواريخ كروز و18 طائرة مسيرة، جاءت من الشمال وليس من الجنوب، حيث اليمن.
وبيّن المالكي: "نواصل تحقيقاتنا لتحديد الموقع الدقيق الذي انطلقت منه الصواريخ والطائرات المسيرة".
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية أن مصدر هذه الأسلحة هو إيران و"لا يمكن أن يكون قادما في اليمن"، وأن "وكلاء إيران في اليمن لا يمتلكون مثل هذه الأسلحة".
وأشار المالكي إلى أن تحليل بقايا الأسلحة التي استخدمت في الهجوم تظهر أنها إيرانية الصنع، مؤكدا أن طهران تملك التقنية الخاصة بهذه الطائرات، كما أكدت الأرقام التسلسلية أنها إيرانية.
وأوضح أن صواريخ كروز المستخدمة في الهجوم صنعت في 2019، مشيرا إلى أن بقايا الصواريخ تطابق صاروخ "يا علي" الموجود لدى ميليشيات الحرس الثوري الإيرانية، التي أعلنت امتلاكه في فبراير الماضي.
وعرض المالكي لقطات فيديو من كاميرات المراقبة في منشآت "أرامكو"، رصدت الطائرات المسيرة لحظة الهجوم فجر السبت، كما عرض صورا تظهر جانبا من الأضرار التي أحدثها الاعتداء الإرهابي في المعملين.
ولفت المالكي إلى أن هذه الأدلة "لا تبقي أي مجال للشك بشأن وقوف إيران وراء هذا الاعتداء الإرهابي"، مؤكدا على الدور السلبي لنظام طهران ووكلائه في زعزعة استقرار المنطقة واستهداف المدنيين، والمنشآت النفطية والاقتصاد العالمي.
خيارات الرد
وإلى جانب الخيار العسكري الذي قد يتم تبنيه اليوم، فإن لائحة الردود المحتملة قد تشمل إمكانية شن هجمات إلكترونية على إيران، أو فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها.
واستبق ترامب اجتماع البيت الأبيض بالإعلان عن فرض عقوبات على البنك الإيراني الوطني، موضحا في تصريحات للصحفيين، أن بلاده مستعدة دائما، ردا على سؤال عن الخيارات العسكرية مع طهران.
وحول إمكانية اعتماد الخيار العسكري للرد على إيران، قال الخبير العسكري والاستراتيجي خليل الحلو لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "تصعيد إيران التدريجي وضع الولايات المتحدة أمام خيار صعب، وأصبح الرد العسكري على طهران أمرا واردا جدا".
ولم يستبعد الحلو قيام الولايات المتحدة "برد عسكري محدود بضرب قواعد إيرانية بصواريخ توماهوك، على غرار ما فعلت واشنطن في سوريا عدة مرات وكان له تأثيرا كبيرا".
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني إلى "أنه إذ شعر الأميركيون أن الإيرانيين سيستعملون كامل طاقتهم في الرد، فعندها يمكن للولايات المتحدة أن تذهب إلى الحد الأقصى من خلال حملة جوية قد تدوم عدة أسابيع لتدمير كافة البنى التحتية العسكرية الإيرانية وربما المنشآت النفطية".
من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أمام عدد من الصحفيين، الاثنين، أن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد على إيران "قرار سياسي" ولا يعود للجيش.
وبيّن دانفورد: "مهمتي هي تقديم خيارات عسكرية للرئيس إذا قرر الرد بقوة عسكرية".
وأشار إلى أن ترامب يريد "مجموعة كاملة من الخيارات"، مضيفا: "في الشرق الأوسط، بالطبع، لدينا قوات عسكرية هناك ونقوم بالكثير من التخطيط ولدينا الكثير من الخيارات".