عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إلى ابتزاز الدول الأوروبية وتهديدها باللاجئين السوريين، ما لم تقدم له دعما ماليا وتساعده في إنجاح المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، جدد أردوغان تهديده بـ"فتح الأبواب" أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا، ما لم يتم تقديم مساعدات ومزيد من الدعم بشأن المنطقة الآمنة.
وأضاف أن "المساعدات الغربية لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا غير كافية وبطيئة للغاية".
وكان أردوغان هدد قبل أسبوع بـ"فتح البوابات" أمام اللاجئين الراغبين في الذهاب إلى أوروبا، مشيرا إلى أن بلاده ستلجأ إلى هذا الخيار في حال لم تتلق دعما دوليا للتعامل مع اللاجئين السوريين.
وفي مارس عام 2016، دخل حيز التنفيذ اتفاق تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن وقف تدفق المهاجرين على دول التكتل.
وكان الهدف من الاتفاق وقف واحدة من أكثر المشكلات ضغطا على الاتحاد الأوروبي، وهي هجرة الملايين من طالبي اللجوء من الدول التي تشهد اضطرابات.
ولم تكف أنقرة عن إطلاق التصريحات التي تشير إلى تنصل الاتحاد الأوروبي من مسؤولياته تجاهها، وفق الاتفاق، لكن متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي أكدت أنه تم منح تركيا 5.6 مليار يورو بموجب الاتفاق، مضيفة أن "الرصيد المتبقي المقرر سيرسل قريبا".
وفي مناسبات عدة، هدد أردوغان الدول الأوروبية باللاجئين في مقابل العديد من الملفات، منها المنطقة الآمنة بسوريا وتلقي الأموال، فيما بدا أنها ورقة ابتزاز يستخدمها الرئيس التركي متى يشاء.
وفي فبراير 2019 قال الرئيس التركي إن "الشعوب الأوروبية تعيش اليوم بأمن وسلام في بلدانها بفضل تضحيات تركيا وشعبها، لكننا لن نواصل تقديم هذه التضحيات إلى الأبد".
الداخل السوري
وفي ملف الحرب في سوريا، قال أردوغان إن القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية التي ستنعقد يوم الاثنين في أنقرة ستناقش وقف إطلاق النار وملف الإرهاب في إدلب.
وأضاف أنه الممكن عقد قمة فرنسية ألمانية روسية تركية في أكتوبر المقبل لمناقشة قضية اللاجئين والوضع في إدلب.
وبشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، قال الرئيس التركي إنه سيبحث مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، شراء منظومة باتريوت الأميركية للدفاع الصاروخي.
وقال إنه "من غير المنطقي أن تضر الولايات المتحدة حليفتها تركيا فيما يتعلق بالعقوبات أو المنطقة الآمنة في سوريا".
أنقرة وواشنطن
وبدأت الدوريات الأميركية التركية المشتركة عملها الأسبوع الماضي قرب الحدود التركية في شمال سوريا، وذلك تطبيقا للاتفاق الذي أبرم بين أنقرة وواشنطن في أغسطس الماضي.
لكن أردوغان صرح أن هناك "خلافا" مع الولايات المتحدة "في كل خطوة" في التفاوض بشأن المنطقة الآمنة، التي جرى التوصل إليها، في محاولة لتلافي اجتياح تركي لمناطق شمالي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد، وتعتبره أنقرة تهديدا لها.
وفي سياق العلاقات الثنائية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات منذ شهرين على أنقرة، بعد شراء الأخيرة منظومة صواريخ "إس 400" الروسية، فطردت الطيارين الأتراك من برنامج التدريب على مقاتلات "إف 30"، وأنهت مشاركة بلادهم في تطوير المقاتلة، الأكثر تطورا في العالم.