في تصريح مفاجئ، الأربعاء، ألمح الرئيس التركي إلى رغبة بلاده في امتلاك أسلحة نووية "على غرار دول الجوار". فهل يسعى رجب طيب أردوغان إلى حيازة قوة رادعة حقا؟ وهل يستطيع ذلك؟ أم يبحث عن مساومة جديدة ترفع الضغوط المفروضة على بلاده عبر محاكاة "النموذج الإيراني"؟

وقال رئيس تركيا، الأربعاء، إنه من غير المقبول ألا تسمح الدول المسلحة نوويا لبلاده بامتلاك أسلحة نووية، مضيفا "بعض الدول تمتلك صواريخ برؤوس حربية نووية، ليست واحدة أو اثنتين. لكنها تقول لنا إنه لا يمكننا أن نمتلكها. وهذا ما لا يمكنني القبول به".

وتابع "إسرائيل على مقربة منا وكأننا جيران. إنها تخيف الدول الأخرى بامتلاكها لهذه الأسلحة. لا يمكن لأحد أن يمسها".

ومعلوم أن تركيا لا تمتلك أي سلاح نووي، على اعتبار أنها ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي وقعتها عام 1980. كما أنها ضمن الموقعين على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

ويأتي حديث أردوغان عن السلاح النووي في الوقت الذي تعزز فيه بلاده علاقاتها الدفاعية مع روسيا على حساب الولايات المتحدة، الحليف التاريخي لأنقرة في حلف شمال الأطلسي.

وأشار الرئيس المنتمي إلى حزب العدالة والتمية إلى أن تركيا حُرمت في وقت سابق من صفقات الأسلحة، قائلا "طلبنا قنابل ذكية من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أخبرناه أننا في الحاجة إليها، لكنه رفض.. قدمنا الطلب نفسه لـ(الرئيس الحالي دونالد) ترامب دون جدوى"، وفق ما نقلت صحيفة "أحوال".

وتابع "هذا الرفض قد يجعل بلادنا تبدأ في تسليح نفسها بنفسها".

أخبار ذات صلة

تركيا تهدد أميركا بتطبيق "الخطة ب" في سوريا
"العدالة والتنمية" يأكل نفسه.. والتفكك يهدد "فخر أردوغان"

ولم يسبق لأردوغان أن تحدث بشكل صريح عن خطط أنقرة لامتلاك أسلحة نووية، مما يجعل حديثه الأخير محط تساؤلات، لاسيما في خضم التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وتعزو تقارير إعلامية حديث أردوغان عن الأسلحة النووية إلى رغبته في تشتيت اهتمامات المواطنين والتغطية على فشل سياساته الاقتصادية والاجتماعية.

فيما يقول مراقبون إن النظام التركي يريد أن يواصل محاكاة نظيره الإيراني، مشيرين إلى أن حصول أنقرة على أسلحة نووية "لن يكون بالأمر المفاجئ".

وفي هذا الصدد، قال الكاتب التركي عبدالله بوزكورت، إنه "بالنظر إلى الحقيقة التي تقول إن تركيا في عهد أردوغان تحاكي النموذج الإيراني، من خلال الاستثمار في الحروب والسعي إلى تغيير الأنظمة وتصدير أيديولوجية الحزب الحاكم إلى الخارج، فإنه لا ينبغي للمرء أن يفاجأ في حال حصلت أنقرة على أسلحة نووية".

وتابع لموقع "توركيش مينيت" أن الحديث عن الأسلحة النووية يدل على أن تركيا تشعر بـ"تهديد على أمنها الداخلي" وترغب في حماية نفسها من "الخطر الخارجي". 

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية "تنظيما إرهابيا" يهدد أمنها القومي.

في المقابل، يشير متابعون إلى أنه من الصعب منح تركيا الضوء الأخضر لامتلاك أسلحة نووية على اعتبار أنها "دولة لا يمكن الوثوق بها".

ومع الاستحالة المنطقية لتحقيق حلم أردوغان بالحصول على "أسلحة الدمار الشامل"، يحذر محللون من خطر لجوء أنقرة إلى "برنامج نووي سري".