أثارت تصريحات رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، بكشف "دفاتر الإرهاب" تساؤلات، بشأن التفاصيل التي تحتوي عليها هذه الدفاتر ومدى تورط الرئيس، رجب طيب أردوغان بها.
وقال داود أوغلو في تصريحات صحفية موجهة إلى رفيقه السابق، الرئيس الحالي، أردوغان، "إن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس ".
وجاء حديث المسؤول السابق بعدما اتهمه رفيق الأمس بـ"الخيانة" والعمل مع قوى غربية من أجل الإطاحة به.
و"فترة دفاتر الإرهاب" تمتد من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015، وشهد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا، وفقا لداود أوغلو.
وتعليقا على هذه التطورات، قال عضو حزب الشعوب الديمقراطية، بركات قار، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن هذه التصريحات والتراشق الكلامي بين أردوغان وداود أوغلو له أبعاد سياسية.
وأضاف قار أن داود أوغلو وعلي باباجان و عبد الله غل (القادة المنشقين عن حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا) باتوا محاصرين من قبل حكومة أردوغان التي تحاول التضييق على تحركهم السياسي، مع أحاديث عن نيتهم تشكيل أحزاب تنافس حزب أردوغان.
ويستعد حزب العدالة والتنمية الحاكم لعقد مؤتمره السابع، دون أن يأتي على ذكر هؤلاء القادة، رغم أنهم من المؤسسين، الأمر الذي أثار حنقهم ولا سيما داود أوغلو، بحسب قار.
وفي يونيو 2015، حصل حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد على 80 مقعدا في البرلمان وقطع الطريق أمام حزب العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة بمفرده.
وأشار قار إلى أن حزب الشعوب وإجمالي الشعب التركي عانى في هذه الفترة من الهجمات الإرهابية، موضحا أن 370 مكتبا للحزب تعرض للحرق والتفجير، فضلا عن التفجيرات الإرهابية التي وقغت في ديار بكر أولا ثم امتدت إلى أنقرة وإسطنبول، وراح ضحيتها المئات.
وقال العضو في الحزب الموالي للأكراد إن داود أوغلو يقصد بكلام "دفاتر الإرهاب"، على مايبدو، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم بعدما فشل في تشكيل الحكومة بشكل منفرد، اضطر إلى خلق مبررات، فاستخدم بعض المنظمات الإرهابية مثل داعش، عبر التفجيرات التي حصلت بتركيا.
ويبدو أن داود أوغلو على علم بما جرى في تلك الفترة، خاصة أنه كان المسؤول التركي الثاني حينها، ولم يتحدث عن تلك الفترة إلا بعدما بات محاصرا، طبقا لقار.
وتحدثت تقارير إخبارية في وسائل الإعلام التركية، مؤخرا، عن تأسيس أحمد داود أوغلو مقرا لحزب جديد في العاصمة التركية أنقرة.
ومنذ ذلك الحين، أثارت تقارير وسائل الإعلام التركية التكهنات بأن داود أوغلو من المقرر أن يطلق حزبًا سياسيًا جديدًا.
ونقل موقع "أحوال" التركي عن مصدر مقرب من داود أغلو أن الحزب الجديد سينطلق في 70 من أصل 81 محافظة تركية.
وأصبح داود أوغلو رئيسا للوزراء عندما انتخب أردوغان رئيسا في عام 2014، لكن جرى تهميشه لاحقا بسبب خلافات مع أردوغان واستقال من منصبه في 2016.
وقبل أسابيع، استقال أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، ووزير الاقتصاد السابق، علي باباجان، وأكد مؤخرا خططته.