مع زيادة حدة التوترات في منطقة الخليج العربي خلال الأشهر القليلة الماضية، وجد مالكو ناقلات النفط طريقة لتقليل مخاطر الملاحة في مضيق هرمز الاستراتيجي، هي التخفي من أنظمة التتبع العالمية.

وكشفت بيانات حصلت عليها وكالة "بلومبرغ" أن ما لا يقل عن 20 سفينة عطلت عمدا أجهزة الاستجابة للإشارات لدى مرورها في المضيق خلال شهر يوليو الماضي، بينما بدا أن سفنا أخرى غيرت مسارها تغييرا طفيفا في مياه الخليج العربي، للابتعاد عن سواحل إيران.

وقبل التصاعد الأخير في التوتر بمنطقة مضيق هرمز بسبب السلوك الإيراني العدائي المهدد لحركة الملاحة، كانت السفن أكثر حرصا على تسجيل مواقعها أثناء مرورها عبر الطريق المائي الذي ينقل من خلاله ثلث تجارة النفط العالمية، وبمجرد دخولها مياه الخليج كانت تقترب من إيران لتجنب حقل غازي مشترك بين إيران وقطر، لكن يبدو الآن أن أعدادا متزايدة من السفن تحاول تجربة أمر جديد.

أخبار ذات صلة

واشنطن توبخ ألمانيا بشأن مهمة مضيق هرمز العسكرية
عقوبات ظريف.. وسقوط قناع "المرشد" في الخارج

ومنذ شهر مايو الماضي، شهدت المنطقة حوادث مقلقة كانت إيران طرفا بها في الغالب، حيث تعرضت سفن لهجمات واحتجزت ناقلات نفط وأطلقت النيران من طائرات مسيّرة، بينما بات على أصحاب ناقلات النفط قرب مضيق هرمز رفع إجراءات التأمين ضد مخاطر الاحتكاك العسكري.

والآن توجد سفينتان حربيتان بريطانيتان في المياه المحيطة بالمضيق، كما يعمل الأسطول الأميركي الخامس بشكل دائم في المنطقة.

والأربعاء، نصحت البحرية النرويجية السفن التي ترفع علم البلاد بتقليل وقت العبور في المياه الإقليمية الإيرانية، وأصبح قادة ناقلات النفط أكثر قلقا من مخاطر الانخراط في الصراع.

ويبدو أن هذه المخاطر دفعت المسؤولين عن تسيير السفن إلى إغلاق أجهزة استقبال الإشارات والابتعاد قدر الإمكان عن السواحل الإيرانية، حتى عبور مضيق هرمز بسلام، سواء باتجاه خليج عُمان ومنه إلى بحر العرب، أو إلى داخل الخليج العربي.

وكانت السفن الإيرانية على مدى سنوات، تتبع الأسلوب ذاته للتملص من العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، لا سيما في ظل مساعيها لتسويق نفطها لعدد من الدول القريبة منها.

ورغم أن تعطيل أجهزة استقبال الإشارات لا يضمن اختفاء السفن تماما عن أعين الرادار، فإن ذلك يجعل مراقبة تحركاتها أكثر صعوبة.