تحيي ألمانيا، السبت، ذكرى منفذي محاولة الاغتيال الفاشلة التي وقعت قبل 75 عاما ضد هتلر وخصوصا كلاوس فون شتاوفنبرغ الذي قاد المجموعة في عملية سميت "فالكيري"، شكلت أشهر عمل مقاومة ضد النظام النازي.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل صرحت مؤخرا أن "الذين تحركوا في العشرين من يوليو هم قدوة لنا".
وستلقي ميركل خطابا في نصب المقاومة الألمانية في برلين السبت في هذه الذكرى.
وفي 20 يوليو 1944، وضع الضابط الارستقراطي كلاوس فون شتاوفنبرغ متفجرات موقوتة في حقيبته خلال اجتماع في مقر "القائد" الذي كان يسمى "وكر الذئب" بالقرب من راستنبورغ التي أصبحت اليوم في بولندا، وذلك بهدف اغتيال هتلر، توطئة للقيام بعملية استيلاء على السلطة وإنهاء حكم النازية في ألمانيا، وإنقاذ أوروبا والعالم من ويلات الحرب العالمية الثانية التي أشعلها هتلر.
أخفقت عملية الاغتيال ومعها الانقلاب، ولم يصب هتلر سوى بجروح طفيفة. أما الكولونيل فون شتافونبرغ الذي سبق أن شارك في المعارك الأفريقية التي قادها "ثعلب الصحراء" الماريشال إيرفين رومل، وخسر خلالها إحدى عينيه وإحدى يديه، فقد أعدم رميا بالرصاص مع ثلاثة من شركائه في مساء اليوم نفسه.
ويأتي إحياء هذه الذكرى بينما يحاول اليمين القومي استغلال إرث هذا الضابط. فقبل عام، رفع حزب البديل من أجل ألمانيا صورة للكولونيل، مؤكدا أن "العصيان المدني والفكر النقدي هما من واجبات المواطن".
وفي الخارج، يعتبر فون شتاوفنبرغ بطلا بلا أدنى شك. لكن في ألمانيا نفسها، مازال الجدل دائرا إذ يعتبر منتقدوه أنه تأخر في التحول من "مؤيد للنازية"، إلى مدبر هجوم ضد هتلر.
ولم يعترف فعليا بالمقاومة ضد النازية قبل ثمانينيات القرن الماضي، وقد اعتبرت عملية "فالكيري" ومصير طلاب مجموعة "الوردة البيضاء" الذين قطعت رؤوسهم لأنهم وزعوا منشورات ضد النظام رمزيها.
وترى المستشارة الألمانية أن الدستور الألماني المؤسس لدولة القانون "ما كان ولد بشكله الحالي" بدون عمل فون شتاوفنبرغ، لكن مؤرخين يشككون في ذلك.