أثار حادث الغواصة النووية الروسية قرب القطب الشمالي، قبل أيام، حديثا متجددا عن وظائف جهاز الاستخبارات الروسي "تحت الماء"، كما سلط الضوء عن أسباب تركيز موسكو مؤخرا على المنطقة القطبية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت، الأسبوع الماضي، بمقتل 14 بحارا في الأول من يوليو الجاري من جراء حريق نشب بغواصة أبحاث كانت تجري مسحا لقاع البحر قرب القطب الشمالي. وتبين في وقت لاحق أن الغواصة كانت محملة بمفاعل نووي.
وقال أحد مساعدي قائد البحرية الروسية إن الضحايا "كانوا شجعانا وضحوا بأرواحهم لمنع وقوع كارثة ذات أبعاد عالمية"، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.
وذكر موقع "فويس أوف أميركا" أن السلطات لم توضح بعد أسباب اندلاع الحريق في "غواصة التجسس"، التي تعمل بالطاقة النووية، وتهدف إلى جمع المعلومات الاستخباراتية في المياه العميقة.
وأضاف "تركيز المسؤولين الروس عن الحديث عن شجاعة أعضاء الطاقم، وجميعهم من الضباط، يشير إلى أن مهمتهم كانت حساسة للغاية".
ماذا حدث؟
لكن "فويس أوف أميركا" أبرز أن الغواصة "لوشاريك" يتراوح طولها بين 60 و70 مترا وجرى إطلاقها لأول مرة عام 2003، وهي قادرة على الغوص حتى أعماق تصل إلى 6000 متر.
ووفقا لهيئة الإشعاع والسلامة النووية النرويجية، فإن الحادث نتج عن "انفجار غاز"، مشيرة إلى أن النيران اشتعلت في مقصورة بطارية الغواصة، ثم انتشرت بعد ذلك.
وتابعت أن الطاقم نجح في احتواء الحريق وعزل التفاعل النووي للغواصة، التي كانت تعمل في محيط بحر بارنتس.
وقال بير ستراند، أحد مديري الهيئة النرويجية "قمنا بمراجعات ولم نرصد مستويات عالية أكثر مما ينبغي من الإشعاع في المنطقة".
مهمات تجسسية؟
تشير التقارير الإعلامية إلى أن "لوشاريك" وغواصات أخرى تنتمي لأسطول صغير تشغله إدارة أبحاث أعماق البحار، المعروفة باسم "GUGI"، تعمل على تقديم تقارير مباشرة وسرية إلى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.
وفي هذا السياق، قال كارل كارلت، رئيس الوزراء السويدي السابق "غواصة لوشاريك المتقدمة تعد من بين أكثر السفن سرية في البحرية الروسية".
ويبيّن المحللون العسكريون أن مثل هذه السفن تستخدم لرصد واستغلال عدد من المعطيات الموجودة تحت سطح البحر، إلى جانب التجسس على الغواصات الأجنبية والتنبؤ بالعواصف الجليدية.
وأبدت روسيا، مؤخرأ، اهتماما متزايدا بالمنطقة القطبية الغنية بالموارد، حيث يشير مسؤولون أميركيون إلى أن موسكو تريد تحقيق "هيمنة عسكرية واقتصادية على القطب الشمالي".
وأوضحوا أن "هذه المنطقة من العالم ينظر إليها أيضا كمصدر محتمل لثروة معدنية كبيرة، كما أنها تفتح الباب أمام فرص اكتشاف موارد أخرى وإنشاء خطوط شحن جديدة".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال عام 2017، في معرض حديثه عن خطط التنمية "الثروة الروسية موجودة في القطب الشمالي"، مضيفا "تحتوي على احتياطات غير مستغلة من النفط والغاز الطبيعي تصل إلى 35 تريليون دولار بالإضافة إلى معادن نادرة".