تواصل إيران عملية "الابتزاز النووي" للدول الأوروبية، على وجه التحديد، بعدما أعلنت الأحد أنها ستواصل تصعيد إجراءاتها التي تنتهك الاتفاق النووي بزيادة تخصيب اليورانيوم.
ففي تحد جديد للجهود الأميركية للضغط عليها من أجل التفاوض على اتفاق نووي جديد، قالت طهران إنها على استعداد تام لتخصيب اليورانيوم بأي مستوى وأي كمية، وذلك بعد وقت قصير على إعلانها أن مخزونها من اليورانيوم المخصب سيتجاوز، خلال ساعات، نسبة 3.6 بالمئة التي يسمح بها الاتفاق النووي.
وتكريسا لمبدأ الابتزاز النووي، هددت إيران بالتخلي عن التزامات أخرى في المجال النووي خلال 60 يوما.
وكان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قال في تغريدة له على حسابه في تويتر "اليوم إيران تنفذ الجولة الثانية من خطواتها التصحيحية بشأن الفقرة 36 من الاتفاق النووي. نحتفظ بحق مواصلة القيام بإجراءات تصحيحية مشروعة على الاتفاق لحماية مصالحنا في مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأميركي. كل تلك الخطوات لا يمكن التراجع عنها إلا بعد وفاء الدول الأوروبية الثلاث بالتزاماتها".
وأثارت خطوة إيران التصعيدية انتقادات من الدول الأوروبية، وقال الاتحاد الأوروبي إنه على اتصال بالدول المعنية بالاتفاق النووي مع إيران لبحث الخطوات المقبلة.
وكانت فرنسا أول دولة ترد على الخطوة الإيرانية بزيادة تخصيب اليورانيوم، حيث نددت بها واستنكرتها، ووصفها الرئيس إيمانويل ماكرون بأنها "انتهاك للاتفاق النووي".
ودعت كل من ألمانيا وبريطانيا طهران إلى العدول عن الأنشطة النووية، تفاديا لتقويض الاتفاق المبرم في 2015.
فقد قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن إيران انتهكت بنود الاتفاق على الرغم من التزام بلاده الكامل بالاتفاق، وطالب طهران بالتوقف فورا عن كل الأنشطة التي تخالف التزاماتها والتراجع عنها، مشيرا إلى أن لندن تنسق مع أطراف الاتفاق النووي الأخرى بشأن الخطوات التالية وفق البنود الاتفاق.
وفي برلين، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية عن قلق بلاده البالغ من إعلان إيران البدء بتخصيب اليورانيوم فوق المستوى المسموح به وهو 3.67 في المئة، وحث طهران على وقف جميع الأنشطة التي تتعارض مع التزاماتها بموجب الاتفاق النووي والعدول عنها.
كذلك أعربت مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني عن قلقها البالغ تجاه التطورات المتعلقة بالنووي الإيراني.
الإنفوغرافيك المرفق يستعرض كيفية تخصيب اليورانيوم بحيث يصل إلى مرحلة تصنيع القنبلة النووية، كما يستعرض أبرز المواقع النووية الإيرانية وطبيعتها.